حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من خطورة استهداف الاحتلال لمنطقة الخان الأحمر تمهيدًا لتهجير أهلها وهدم بيوتهم في سياق تنفيذ المخطط الاستيطاني الكبير لربط ما يُسمى مستوطنة معاليه أدوميم بمدينة القدس المحتلة.
واعتبرت الجبهة في بيان الأربعاء، اقتحام الاحتلال للمنطقة وتسليم الأهالي اخطارات بهدم منازلهم والاعتداء عليهم وعلى نشطاء المقاومة الشعبية تصعيد جديد لحكومة المستوطنين التي تسعى على الدوام لتكريس سياسة الاستيطان ومصادرة وهدم البيوت كأمر واقع في الضفة والقدس.
وأكدت أن ذلك يأتي في سياق مخططاتها المتواصلة لتحويل الضفة إلى كانتونات معزولة عن بعضها البعض، وفصل القدس عن الضفة الغربية المحتلة ومحاصرتها استمراراً في سياسات التهويد.
وشددت الجبهة أن هذا المخطط الإجرامي الذي يستهدف تهجير أهالي منطقة الخان الأحمر ومناطق أخرى في الضفة والقدس المحتلتين ينسجم مع التحركات المشبوهة في المنطقة للإدارة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية والتي من أبرز مخاطرها محاولات الاحتلال ضم أجزاء كبيرة من الضفة.
وأشادت بالتصدي الأسطوري لأهالي مخيم الخان الأحمر للهجمة الإسرائيلية، داعية لضرورة تعزيز صمودهم بمواجهة هذه الجريمة واعتبارها مهمة وطنية تقع على عاتق جماهير شعبنا وقواه ومؤسساته الرسمية وغير الرسمية وهيئة مقاومة الجدار ونشطاء المقاومة الشعبية.
ودعت الجبهة المؤسسات القانونية والحقوقية إلى تبيان حقيقية إحالة السلطة ملف الاستيطان إلى محكمة الجنايات الدولية، باعتبار أن تفاصيله ما زالت مبهمة وتطرح علامات استفهام كبيرة حول جديتها بتحويل ملفات جرائم الاحتلال خاصة ملف الاستيطان بظل تسارع وتيرة الهجمة الاستيطانية على مناطق واسعة من الضفة.
وتعيش 45 عائلة بدوية في تجمع الخان الأحمر البدوي شرقي القدس المحتلة حالة من الخوف والترقب الشديدين، في أعقاب قرار المحكمة الإسرائيلية العليا بهدم التجمع بالكامل، وتشريد سكانه إلى المنطقة التي خصصتها "الإدارة المدنية" على أراضي قرية أبو ديس.
وبتهدد هذه العائلات التي تنحدر من صحراء النقب، خطر الإخلاء والتهجير القسري من منازلهم التي يقطنون فيها منذ عشرات السنين، لتلاحقهم نكبة جديدة، بالرغم من أن أرض التجمع مملوكة بالكامل ومسجلة في "الطابو" لأهل بلدة عناتا المجاورة.
ويخوض سكان الخان الأحمر منذ عام 2009م نضالًا في المحاكم الإسرائيلية ضد أوامر الهدم، والأوامر التي تمنع إقامة مبان عامة، كالعيادات والمدارس.
ومنذ ساعات الصباح الباكر، بدأت سلطات الاحتلال استعداداتها لهدم التجمع وتهجير سكانه، واقتحمته وشرعت بمحاصرته بعشرات الجيبات العسكرية، وأغلقت الطرق والمداخل الفرعية المؤدية إليه.