قائمة الموقع

مكتوب: "الرسالة نت" ترصد "فرحة التوجيهي" في شوارع قطاع غزة

2018-07-08T17:03:25+03:00
توضيحية
الرسالة-محمد شاهين

عصر أمس الأحد أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي في فلسطين، نتائج امتحانات الثانوية العامة "الإنجاز"، ليصحب إعلانها موجة عارمة من الفرحة والتهاني، قلبت شوارع قطاع غزة من حالة الهدوء، لاكتظاظ بالمواطنين بمشهد أقرب ليوم العيد.

وتزينت مواقع التواصل الاجتماعي بتبادل التهاني واستعراض نتائج الطلبة المتفوقين، في مشهد يختصر مدى اهتمام الغزيين بالعلم والدراسة وحرصهم على التفوق، رغم تكدس الأزمات التي يخلفها الحصار "الإسرائيلي" وعقوبات حكومة حركة فتح على كاهلهم.

بيان الوزارة

وفي بيان لوزارة التربية والتعليم قالت فيه "إن عدد المسجلين بلغ في كافة الفروع (76811) مشتركاً، وعدد المتقدمين للامتحان (72604) مشتركاً، ونجح منهم (48420) مشتركاً بنسبة بلغت (66.69 %) موزعين على الفروع.

وأضافت، الفرع الأدبي: عدد المتقدمين (50733) مشتركاً؛ نجح منهم (31082) مشتركاً بنسبة بلغت (61.27 %)، أما الفرع العلمي: عدد المتقدمين (18857) مشتركاً، نجح منهم (15539) مشتركاً بنسبة بلغت (82.40 %).

وتابعت، تقدم لفرع الريادة والأعمال (3205) مشتركاً؛ نجح منهم (2205) مشتركاً بنسبة بلغت (% 68.80)، أما الفرع الشرعي فتقدم له (1200) مشتركاً نجح منهم (657) مشتركاً بنسبة بلغت (% 54.75).

والفرع الصناعي: عدد المتقدمين (1119) مشتركاً، نجح منهم (756) مشتركاً؛ بنسبة بلغت (% 67.56)، والفرع الزراعي: عدد المتقدمين (150) مشتركاً، نجح منهم (82) مشتركاً؛ بنسبة بلغت %54.67).

وأشارت إلى أن عدد المتقدمين لفرع الاقتصاد المنزلي: بلغ (74) مشتركاً، نجح منهم (48) مشتركاً؛ بنسبة بلغت (64.86 %)، والفرع الفندقي عدد المتقدمين (58) مشتركاً، نجح منهم (39) مشتركاً؛ بنسبة بلغت (67.24 %)، بينما بلغ عدد المتقدمين للفرع التكنولوجي (40) مشتركاً، نجح منهم (24) مشتركاً؛ بنسبة بلغت (60%).

قهروا قهرهم

ومنذ بداية العام الدراسي الذي انتهى بإعلان نتائج الثانوية العامة، رصدت "الرسالة" في تقرير سابق ثلاث أزمات أثقلت على كاهل طبلة التوجيهي وهي: "أزمة الكهرباء" التي كانت أحد الأسباب تقليص ساعات الدراسة بعد خطفها الإنارة الكافية من الطلبة، و"الظروف الاقتصادية" التي أجبرت عدداً من الطلاب إلى الذهاب إلى مدارسهم البعيدة سيراً على الأقدام وسرقت من بعضهم فنجان القهوة والشكولاتة التي تعينهم على التركيز، ثم أخيراً "الصوم وأجواء رمضان" التي تزامنت مع تقديم الاختبارات النهائية للطلاب.

بالعودة إلى الطالبة روان جمال، التي قالت قبل تقديمها الاختبارات النهائية للثانوية العامة "للرسالة"، إن انقطاع الكهرباء ضاعف الأزمة على كاهلها، نتيجة ضعف الانارة وقلة التركيز ونظراً لارتفاع درجة الحرارة والأجواء الحارة التي لا تطاق وعدم وجود أي وسليه للتهوية وتلطيف الأجواء فترة الدراسة.

تحكي المتفوقة والتي حصلت على مجموع 92.7، أنها صارعت أزمة الكهرباء، ولم تبقي أي تجربة ممكنة لتوفير الإنارة والهواء إلا وقد خاضتها، وفي بعض الأحيان لجأت إلى إشعال الشمع، ليتكلل مجهودها بالنجاح والتفوق ولتدخل الفرحة إلى منزلها الذي كان يترقب النتيجة بتوتر.

وعلى الرغم من اجتيازها الاختبار الأول إلى أن الطالبة الطموحة، وجدت نفسها تصطدم بصرخة الظروف الاقتصادية الصعبة، إذ تطمح لدراسة طب الأسنان في جامعة الأزهر، وقد يتعذر ذلك لعدم مقدرة زوجها على توفير الرسوم المالية اللازمة لساعات الدراسة التي تبلغ قرابة الـ 90 دينارا للساعة الواحدة.

الطب يستهوي المتفوقين

في جولة "للرسالة" على عدد من الطلبة المتفوقين، كان قرار معظمهم متخذ لدراسة الطب البشري، سواء في جامعات قطاع غزة أو دول الخارج، ويحكي الطالب عبد الله صالح المتحصل على معدل 89.6، أنه سيذهب إلى دراسة الطب في جمهورية مصر كون مجموعه لا يسمح له بدراسته في الجامعات المحلية.

ويبين صالح أنه تخطى مرحلة الثانوية العامة بعد دراسة استمرت طيلة أيام العام، بينما ترأست أزمة الكهرباء أبرز ما أثقل عليه طيلة عامه الدراسي، وكانت أحد الأسباب الرئيسية لعدم تجاوز مجموعه الـ 90-وفق قوله-.

محال الحلويات تشهد

ويتبادل أهالي الطلبة الناجحين الحلويات الشرقية، إذ يحرص كل منهم على تقديم الحلوى لجيرانه وأقاربه وكل من يزورهم من أجل التهنئة، ويقول المواطن يوسف البلبيسي "للرسالة"، إنه منذ إعلان النتائج ووصول نتيجة بنت أخيه التي تعاني من مرض في الأعصاب إلى هاتفه، حرص إلى شراء "سدر حلويات" لها وذهب سريعاً لتهنئتها.

أما بائع الحلويات يوسف كريم الذي قطعنا من وقته لحظات أثناء انشغاله في بيعها، فيؤكد أن نتائج الثانوية العامة تعتبر موسمهم الذي يرتكزوا على مردوده الاقتصادي طيلة أيام العام، بعد الإقبال الشديد من المواطنين على شرائها.

ولم تختلف نسبة المبيعات داخل محل كريم مقارنة بالأعوام الماضية رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها أهالي القطاع، إلا أنه حرص على أن يبيعها بأقل الأسعار الممكنة من أجل التخفيف على كاهل المواطنين.

فرحة مسروقة

وعلى الرغم من إعلان وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة أنها ستلاحق كل من يطلق النار ابتهاجاً بدرجات المتفوقين، إلا أن الحمية وشدة الفرح أجبرت بعض العائلات إلى مخالفة توصيات الداخلية، ما أدى إلى مقتل طالب وإصابة فتاة بجروح متوسطة.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن وفات الطالب رامز الغرابلي 18 عاماً، والحاصل على معدل 77%، من سكان حي الشجاعية، بعد اصابته بعيار ناري عن طريق الخطأ، أطلق ابتهاجًا بنجاحه.

وكالعادة، لم يسلم أهالي قطاع غزة من آلة القتل "الإسرائيلية"، التي لطالما كانت سبباً رئيسياً من سرقة معالم الفرحة من بيوت الفلسطينيين، وقتلت 3 من طلبة "التوجيهي" قرب مخيمات العودة، وهم الطالب مهند أبو طاحون، وبلال الأشرم وإبراهيم الزرقة.

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00