قائمة الموقع

مكتوب: الصفقة والضفة 

2018-07-12T05:55:09+03:00
رامي خريس
رامي خريس

نتلقى عن صفقة القرن تحليلات وتفسيرات وتوقعات أكثر مما نجد حقائق ومواقف عنها وعن تفاصيلها أو بنودها لاسيما من الجهات التي من المفترض أن تعلنها أو تعمل على تطبيقها.

الحديث عن صفقة القرن دفع الفلسطينيين المتمسكين بقضيتهم إلى الخوف من المستقبل ومن القادم فما يمكن أن تأتي به الإدارة الأمريكية لا يمكن أن يكون لصالح الفلسطينيين وتصفية القضية هو العنوان الأبرز لمجمل تحركات جاريد كوشنير (صهر ترامب).

لكن في غمرة الحديث عن الصفقة ومخاطرها وضرورة التصدي لها هناك خطر تتحقق نتائجه على الأرض، ففي ظل الحديث الذي ينصب على مؤامرة فصل غزة وإنشاء دولة فيها، تضيع الضفة فعلاً فالإسرائيليون هناك لا يعرضون مقترحات عبر الإدارة الأمريكية بل هم داهمون في الاستيلاء الكامل على الضفة وأراضيها وحشر التجمعات السكانية في "كانتونات" صغيرة وضيقة.

ناهيك عن القدس وما حولها التي تتعرض للتهويد بسرعة كبيرة وما الخان الأحمر عنا ببعيد.

ووفق شهادات المواطنين هناك فإن الطرق بالكامل تحت السيادة الإسرائيلية تتحكم فيها شرطة الاحتلال وأبراج مراقبة للجيش في كل مكان، وتتربع المستوطنات على قمم الجبال وأحياء إسرائيلية جديدة تحت الانشاء.

وهكذا نتحدث عن المواقف المطلوبة منا كفلسطينيين وكعرب إزاء صفقة القرن، ولكن يغيب عن الكثيرين ضرورة التحرك السريع والتصدي للفعل الإسرائيلي في الضفة والقدس.

والغريب أننا ما زلنا نبحث عن حقيقة موقف رئيس السلطة محمود عباس من صفقة القرن، هل يعارضها فعلاً وفق ما ينطق لسانه من تصريحات أم أنه يقبل بها وفق سلوكه وحصاره لغزة وضغطه عليها، ونغفل عن صمته عما يجري في الضفة من دون تحريك أي ساكن حتى لو أقدم فقط على وقف التنسيق الأمني أو أعلن عن ذلك تلويحاً وتهديداً في ظل استمرار الاحتلال في فرض الحقائق على الأرض في الضفة وتسارع وتيرة توسيع المستوطنات ومصادرة أراضي المواطنين الفلسطينيين.

اخبار ذات صلة