قائمة الموقع

مكتوب: في ذكرى العصف المأكول الرابعة.. ما زال الحساب مفتوحا

2018-07-12T07:28:01+03:00
صورة ارشفية
غزة-لميس الهمص

رغم مرور الذكرى الرابعة لعدوان العصف المأكول ضد قطاع غزة ما زال الحساب مفتوحا بين المقاومة والاحتلال في ظل احتفاظ الأولى بسر 4 من الجنود حتى اللحظة.

يحاول الاحتلال استغلال الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة لتمرير ملف الأسرى المأسورين لدى المقاومة من خلال سلسلة من التصريحات يطلقها كبالون اختبار ولمحاولة الزج بالملف في أي مبادرات لتخفيف الحصار.

فمنذ مطلع العام الجاري يتحدث الاحتلال عن الملف المغلق بسيل من التصريحات التي تلمح إلى عروض في غالبيتها تحمل تخفيف الأزمة الإنسانية وإعادة الإعمار، في حين زادت وتيرة تلك التصريحات مع انطلاق مسيرات العودة وفي ظل وجود رغبة دولية في تخفيف حدة الأوضاع على السكان.

ورغم الحديث المتكرر لحركة حماس عن أن الإفراج عن الأسرى هو أحد الأهداف الاستراتيجية لديها وعلى سلم أولوياتها، إلا أنها ما زالت تحافظ على شروطها قبل البدء بأي حديث في الملف.

رغبة (إسرائيل) المستمرة في جعل الملف حاضرا كشف عنها قبل أسبوع مراسل القناة الاسرائيلية العاشرة "باراك رافيد"، معتبرا أن (إسرائيل) أوصلت رسالة إلى حركة حماس مفادها أنها "معنية بإبرام صفقة تبادل سريعة، يطلق بموجبها سراح الأسرى (الإسرائيليين) في قطاع غزة، في ظل المساعي الجارية لتحسين الوضع المعيشي في القطاع".

وقال في تقريره "تم إرسال الرسالة الإسرائيلية إلى قيادة حماس عبر وسطاء دوليين"، ناقلا عن مسؤول (إسرائيلي) كبير مطلع على هذه الرسائل أنه "لم تكن هناك شروط مسبقة لإجراء مفاوضات التبادل، وأن (إسرائيل) لن تطلق سراح أي من الأسرى الفلسطينيين ممن أدينوا بقتل يهود، وتصفهم بأن أيديهم ملطخة بدماء اليهود".

وأكد رافيد أن "هذه محاولة للتسريع بإبرام صفقة التبادل مع حماس، لأن الاتصالات الثنائية بين (إسرائيل) وحماس عبر أطراف أخرى حول هذه الصفقة ما زالت عالقة منذ زمن طويل، دون أن تحقق اختراقا جديا.

حازم قاسم الناطق باسم حركة حماس، قال في مقابلة صحفية إن حركته تدير ملف الأسرى بحكمة ومعرفة، وتفاصيل هذا الملف ستبقى بعيدة عن الأضواء لاعتبارات متعددة وكل معلومة عن هذا الملف يجب أن تكون بثمن".

وجاء حديث قاسم ردا على تساؤل حول رسالة حماس للأسرى الفلسطينيين في الذكرى الرابعة لمعركة "العصف المأكول" التي حدثت صيف عام 2014 وأحد نتائجها ما وصفته المقاومة بـ"الصندوق الأسود" والخاص بالأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة.

وكانت كتائب القسام عرضت صور أربعة جنود إسرائيليين وهم: "شاؤول آرون" و"هادار جولدن" و"أباراهام منغستو" و"هاشم بدوي السيد"، رافضةً الكشف عن أي تفاصيل تتعلق بهم دون ثمن، حتى اللحظة.

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف اعتبر أن تبادل الأسرى موضوع منفصل عن كل ما يدور من حديث عن الأوضاع الإنسانية في غزة، مشيرا إلى أن الحديث فيه هو مجرد أماني من الاحتلال كونه له شروط واعتبارات مختلفة.

وعن إمكانية الزج بالملف في ظل جهود أوروبية لحلحلة أوضاع القطاع يرى الصواف أن الاحتلال يعلم يقينا بما لدى الكتائب من شروط لكنه يحاول الحصول على أكبر قدر من المكاسب، وتعقيد الأمور.

ويذكر في حديث سابق مع "الرسالة" أن ما يحدث هو محاولة لإعاقة جهود كسر الحصار عن غزة، او محاولة إحراج المقاومة والتي لا تحرج لأن لديها أهداف تريد تحقيقها.

في المقابل لا ترفض حركة حماس أي مفاوضات لتحقيق صفقة تبادل للأسرى مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، عبر طرف وسيط وصرحت بذلك أكثر من مرة.

وتشترط حماس أنّ أي مفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي تتعلق بصفقة تبادل أسرى، "لن تتم إلا بعد الإفراج عن محرري صفقة شاليط، الذين أعيد اعتقالهم مؤخرًا".

وأعاد الاحتلال اعتقال أكثر من 50 مُحررًا بالصفقة التي تمت عام 2011، وأفرج بموجبها عن ألف أسير من ذوي الأحكام العالية مقابل إطلاق سراح شاليط الذي أسر من على حدود القطاع صيف 2006، وبقي بقبضة المقاومة 5 سنوات.

بدورها وجهت والدة الاسير من كتائب القسام حسن سلامة رسالة الى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو طالبته فيها بالافراج عن نجلها.

وجاءت رسالة الفيديو التي وجهتها ام حسن سلامة لترد على والدة الجندي الاسرائيلي المفقود في غزة ارون شاوول التي وجهت رسالة سابقة لقائد حماس في غزة يحيى السنوار.

وقالت ام حسن في كلمتها:" اذا كنت لم تر ابنك منذ اربع سنوات فأنا لم ار ابني منذ 24 عاما وقد اصبحت مقعدة".

واعربت ام حسن عن املها في رؤية نجلها حرا وان تراه عريسا قبل مماتها مؤكدة ان المقاومة الفلسطينية لن تفرج عن المفقودين الاسرائيليين الا بالافراج عن نجلها وعن اعداد كبيرة من الاسرى.

ويعد حسن سلامة من ابرز قادة القسام في قطاع غزة واعتقل بعد قيامة بالوقوف خلف سلسلة عمليات انتقاما لاستشهاد مهندس حماس يحيي عياش.

وأبرمت حركة "حماس" في 11 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، صفقة لتبادل المعتقلين مع (إسرائيل) بوساطة مصرية، تم بموجبها إطلاق سراح 1027 معتقلا فلسطينيا، مقابل إطلاق "حماس" سراح الجندي جلعاد شاليط، الذي كان محتجزا لديها.

 

اخبار ذات صلة