قائمة الموقع

مكتوب: حماس في الصين...

2018-07-16T12:26:24+03:00
عماد عفانة
كتب: عماد عفانة

تؤكد حركة حماس في أدبياتها أنها تسعى لفتح علاقات مع الدول الكبرى المؤثرة دوليا، بدءاً من روسيا وربما ليس انتهاءً بالصين، بهدف حشد القوى المؤثرة لتأييد الحق الفلسطيني في المنظمات والمحافل الدولية وخاصة الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

ففي الوقت الذي وصل فيه عدد زيارات وفود حماس لموسكو إلى ثلاث زيارات في أقل من عام، لم تسنح الفرصة ربما لأي وفد من حماس لزيارة بكين عاصمة واحدة من أقوى الدول الصاعدة في العالم الجديد.

وفي الوقت الذي تشهد فيه الساحة الفلسطينية تطورات خطيرة، أهمها ما يشهده قطاع غزة ضمن مسيرات العودة والحراك الشعبي لكسر الحصار المفروض منذ ما يزيد عن إحدى عشرة سنة، بالإضافة إلى التحركات النشطة التي يقوم به مسؤولون أميركيون في المنطقة، والمباحثات الجارية في عدد من العواصم العربية قبيل الإعلان عن فحوى ما بات يعرف إعلاميا بصفقة القرن.

ما أشد حاجة حماس لنسج علاقات قوية مع الصين كدولة قوية أخرى إلى جانب علاقاتها مع روسيا في الوقت الذي تبدو فيه الولايات المتحدة عاجزة عن إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية بمفردها، في ظل حالة الانحياز الكامل من الإدارة الامريكية إلى جانب كيان العدو.

ففي الوقت الذي تبدي فيه موسكو استعدادها للعمل مع الأوروبيين والأميركيين والأمم المتحدة والشركاء العرب للتوصل إلى الحل، تبرز الحاجة الفلسطينية إلى قوة دولية أخرى صاحبة صوت قوي في مجلس الأمن تمنع فرض حل نهائي جائر للقضية الفلسطينية.

وفي الوقت الذي أصبحت فيه اللقاءات بين قيادات حماس وروسيا شبه دورية، لتبادل الآراء والتشاور، تشتد حاجة قيادة حركة حماس الجديدة لقوة اقتصادية جبارة كالصين لبذل جهود للتخفيف من معاناة قطاع غزة، وأن يكون لها دور داعم في التصدي لصفقة القرن.

ومن هنا تبرز مصلحة حركة حماس كأقوى حركة مقاومة فلسطينية للتواصل مع الجانب الصيني، لأن بكين واحدة من عواصم قليلة باتت تشكل ندا حقيقيا لواشنطن، وتسعى لأن تكون دولة مؤثرة في منطقة الشرق الأوسط، ودورها هذا ضروري بالنسبة لحركة حماس لموازنة الموقف الأميركي المنحاز إلى (إسرائيل).

وهناك أمر مهم جدا بالنسبة لحماس وهو أن الصين لا تعتبر حركة حماس إرهابية، وبات على حماس أن تسعى لدى بكين للاعتراف بمكانتها كلاعب سياسي ومكون مهم من مكونات الشعب الفلسطيني، لذلك ربما بات على حركة حماس بذل مزيد من الجهود عبر روسيا التي تربطها علاقات تحالف مع الصين للوصول إلى أبواب بكين.

وذلك تعويلا على أن المبدأ الذي تعتمده الصين في سياستها الخارجية هو السعي للاتصال مع جميع الأطراف الفاعلة.

وبما أن إدارة ترامب فتحت حربا تجارية مع الصين، وفي المقابل بدأت الصين حربها التجارية مع أمريكا بطريقتها الخاصة عبر ضخ مزيد من الاستثمارات في دول الشرق الأوسط قد تصل إلى 20 مليار دولار، فان هناك فرصة متقدمة أمام حركة حماس لفتح المجال لبكين للتواصل مع القوى الفاعلة في الملف الفلسطيني ما قد يتيح لها القيام بدور فعال في الوساطة بين مختلف الأطراف عوضا عن الطرف الأمريكي المنحاز لـ(إسرائيل).

وتستطيع أن ترتكز حركة حماس على علاقة تاريخية متميزة للصين بالقضية الفلسطينية، حيث كانت الصين أول دولة غير عربية تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وقد دشن الراحل ياسر عرفات العلاقات الفلسطينية مع الصين عبر الزيارة غير الرسمية التي قام بها عام 1964 لبكين بصفته قائدا لحركة فتح، حيث التقى خلالها الزعيم الصيني (شو ان لاي) رئيس مجلس الدولة الصيني.

وكانت الصين أول دولة أجنبية توجه دعوة رسمية لرئيس المنظمة أحمد الشقيري لزيارتها عام 1965 حيث استقبله الزعيم (ماو تسي تونغ)، حيث كرر الجانب الصيني التأكيد بأن شعب الصين يؤيد بحزم الشعب العربي الفلسطيني في كفاحه العادل ضد (إسرائيل)، ويؤيد مطلبه بالعودة إلى وطنه واستعادة حقوقه كاملة في فلسطين".

كما اعترفت الصين عام 1992 بالدولة الفلسطينية إلى أعلنها ياسر عرفات في الجزائر عام 1988.

وكما ان الصين لا تعتبر حماس منظمة إرهابية فإنها تؤيد رسمياً إنشاء "دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة" على أساس حدود 1967 مع القدس الشرقية كعاصمة لها.

فهل لدى حماس خطة استراتيجية تهدف إلى الإفادة من الصين باعتبارها قوة عالمية صاعدة في ترجيح الموازين الامريكية المنحازة لـ(إسرائيل)؟

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00