كشفت القناة الإسرائيلية 12 عن تفاصيل مثيرة حول كيفية سطو جهاز الموساد الإسرائيلي على الأرشيف النووي الإيراني منذ عدة أشهر، وعرضه على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحفي في مايو الماضي.
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "المعلومات التي حصل عليها الموساد تظهر أن إيران وصلت إليها معلومات حساسة وحرجة بغرض إنتاج القنبلة النووية، وقد مكنت إسرائيل عددا من كبار الصحفيين حول العالم من الاطلاع على بعض هذه الوثائق الاستخبارية والأمنية الحساسة للرد على مزاعم إيران بأنها وثائق مزورة وغير حقيقية".
وأشارت القناة إلى أن "هذه الوثائق لعبت دورا كبيرا في تصليب الموقف الإسرائيلي ضد إيران، لأنها كشفت أن الجمهورية الإسلامية كانت لديها نوايا لإنتاج السلاح النووي منذ العام 2003، وتظهر الوثائق أن إيران اقتربت فعليا من هذا النجاح بعد حصولها من مصادر أجنبية على معلومات حساسة وحرجة جدا تمنحها القدرة والإمكانية على إنتاج سلاح نووي، وكانت بالضبط على حافة النجاح لأنها امتلكت التكنولوجيا اللازمة لإنتاج القنبلة النووية".
وأكدت القناة أن "البحث في هذه المسألة توقف بسبب ما قام به الموساد من سرقة الوثائق الخاصة بالمشروع النووي، وبعض الوثائق التي حصل عليها الموساد كانت موقعة ومختومة بتوقيع خبراء نوويين إيرانيين، وبخط أيديهم هم مباشرة، حيث عملوا في 2003 على المباشرة في المشروع النووي بصورة سرية، كما أن الوثائق لا تظهر أن إيران انتهكت الاتفاق النووي الموقع بينها وبين الدول العظمى في 2015".
وأشارت القناة إلى أن "الوثائق تؤكد سبب التشكيك الإسرائيلي بالموقف الإيراني، ولماذا ظهر للجميع أن الاتفاق النووي هو أسوأ الخيارات، لأنه ترك أجزاء واسعة من خطة المشروع النووي الإيراني بدون علاج، ولا يقطع الطريق على إنجاز إيران للحصول على القنبلة النووية، بل إنه يعبد الطريق أمامها لتحصيل ذلك".
المعلومات التي حصلت عليها القناة الإسرائيلية "تكشف خط سير جهاز الموساد وعناصره في الطريق للمخزن الذي يحتفظ بهذه الوثائق السرية، فقد حصل الموساد على معلومات استخبارية خاصة تفيد بأن إيران تجمع كل الوثائق ذات الصلة بالمشروع النووي، وتضعها في مستودع سري جدا في جنوب البلاد، وقد حصل عملاء الموساد على جميع الإجراءات الأمنية المتبعة في حماية هذا المكان وتأمينه، والتأكد من حركة العاملين فيه، الذهاب والإياب".
وأوضحت أنه "تم اختيار فرصة زمنية ملائمة تقترب من ست ساعات ونصف استطاع من خلالها عملاء الموساد الوصول لمكان الوثائق، وفتح المستودعات، وإخراج الوثائق المهمة منها، واستخدموا أدوات ووسائل غير تقليدية لتنفيذ هذه المهمة الأمنية الحساسة، وقاموا بمحاكاة وسائل وأساليب تعرضها أفلام الإثارة".
وأضافت أن "إسرائيل أفسحت المجال لعدد من كبار الصحفيين حول العالم للوصول لهذه الوثائق، والإمساك بها بأنفسهم من خلال كفات طبية خارجية، وبعضهم حصل على نسخ مصورة من هذه الوثائق، وبينت أن إيران حصلت فعلا على معلومات حساسة ودقيقة جدا، كفيلة بإيصالها لإنتاج القنبلة النووية، وأظهرت الوثائق الذكاء الإيراني في تحصيل تلك المعلومات بما لا يمكن الآخرين من كشفها، ومن الوثائق المتوفرة صور للغرف التي شهدت القيام بالتجارب لإنتاج القنبلة النووية".
وكشفت صحيفة إسرائيل اليوم المزيد من التفاصيل في تقرير ترجمته "عربي21" جاء فيه أن "عملاء الموساد حملوا معهم 32 صندوقا حوت تلك الوثائق، وأزالوا بعض الجدران الإلكترونية بدرجة حرارة بلغت 3600 درجة مئوية، كما أنهم أبطلوا مفعول نظام الإنذار والصفارات التي تنبه لدخول أحد لهذه المخازن، ودخلوا من الأبواب، وحملوا معهم ما لا يقل عن نصف طن من المواد الأكثر سرية في إيران".
وأضافت أن "عملية الموساد كأنها مأخوذة من فيلم تجسس مثير، حيث وصل عملاؤه لأحد أحياء العاصمة طهران عند الساعة الحادية عشرة ليلا، لأنهم يعلمون أن الحراس يأتون عند السابعة صباحا، وخرجوا عند الخامسة فجرا، كي يكون لهم المزيد من الوقت للخروج من المدينة قبل أن يبلغ الحراس عن عملية الاقتحام"