انطلقت في العاصمة الفنلندية هلسنكي قمة تاريخية تجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وفي كلمة أدلى بها خلال افتتاح القمة، أعرب ترامب عن أمله في بناء علاقات استثنائية بين واشنطن وموسكو، مشيرا أن إقامة علاقات ودية مع روسيا "أمر محمود وليس مكروها".
وأضاف أنه سيبحث مع بوتين جميع الأمور بما فيها الملفات التجارية والنووية والعلاقات السياسية. واعتبر أن القمة تمثل فرصة لتحسين العلاقات التي لم تكن جيدة دائما بين البلدين، على حد تعبيره.
وأكد ترامب أن العالم يأمل في رؤية تعايش سلمي وجيد بين الولايات المتحدة وروسيا.
من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الوقت قد حان للتحدث عن العلاقات بين موسكو وواشنطن. وأضاف أن الوقت حان أيضا لبحث النقاط المتأزمة الأخرى في العالم.
وقال وهو يجلس بجانب ترامب "هناك ما يكفي منها بما يدفعنا لبدء الاهتمام بها".
وكانت طائرة الرئيس الروسي قد هبطت في العاصمة الفنلندية هلسنكي اليوم الاثنين بعد نحو نصف ساعة من موعدها المقرر.
وعلى جدول الأعمال لقاء على انفراد يضم فقط المترجمين ثم غداء عمل مع فريقي الرئيسين يليه مؤتمر صحفي مشترك.
وقال مراسل الجزيرة في هلسنكي محمد الأحمد إن عدم حضور أي مسؤول للقمة بين الرئيسين يعطي نوعا من الغموض حول الملفات المتناولة، مشيرا إلى أن هناك قلقا لدى مسؤولين أميركيين من تقديم ترامب تنازلات لبوتين القادم من خلفية مخابراتية.
تغريدة مثيرة
وقبل بضع ساعات على انطلاق القمة باشر ترامب بتغريدة تثير الاستغراب من قبل رئيس أميركي، فقد برر توتر العلاقات بين بلاده وروسيا بـ"سنوات من التهور والحماقة الأميركية، والآن الحملة السياسية"، في إشارة إلى التحقيق الذي يجريه المدعي الخاص روبرت مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016 لصالح حملة ترامب.
وأثارت هذه التغريدة ارتياحا لدى موسكو، حيث ردت وزارة الخارجية الروسية على تويتر بالقول "نحن موافقون" على ذلك.
وعاد التحقيق إلى قلب الحدث قبل ثلاثة أيام فقط على القمة مع توجيه مولر الاتهام إلى 12 عميلا من الاستخبارات الروسي بقرصنة أجهزة حاسوب للحزب الديمقراطي. وتعهد ترامب إثارة المسألة مع نظيره الروسي لكن أحدا لا يتوقع أن يطالبه بتقديم توضيحات بشكل رسمي.
وسيكون لسوريا حصة كبيرة في المحادثات بين الرئيسين. فترامب يسعى لنأي بلاده عن النزاع بأسرع ما يمكن وسحب القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة.
في المقابل، لروسيا وجود عسكري في هذا البلد منذ العام 2015 دعما لنظام بشار الأسد وهي تعتزم أكثر من أي وقت مضى أن تلعب دورا أساسيا فيه.
كما يلتزم ترامب منذ أسابيع موقفا ملتبسا حول شبه جزيرة القرم، إذ يرفض أن يستبعد بوضوح الاعتراف بضمها من قبل روسيا.
وسبق لترامب على غرار أسلافه الجمهوريين والديمقراطيين لقاء بوتين. لكن نمط اللقاء وتوقيته يجعلان من قمة هلسنكي حدثا فريدا فهي المرحلة الأخيرة من جولة يقوم بها ترامب منذ أسبوع في أوروبا وشن خلالها هجوما على حلفائه في مقدمتهم ألمانيا، مع تفادي توجيه أي انتقاد إلى نظيره الروسي.
وهذه هي المرة الرابعة التي يلتقي فيها رؤساء من البلدين في العاصمة الفنلندية. وسبق أن التقى جيرالد فورد وليونيد بريجنيف (1975) وجورج بوش الأب وميخائيل غورباتشوف (1990) وبيل كلينتون وبوريس يلتسين (1997).
المصدر : الجزيرة + وكالات