أشاد مسؤولون وبرلمانيون روس بما اعتبروه نجاحا للرئيس فلاديمير بوتين في القمة التي جمعته في هلسنكي بنظيره الأميركي دونالد ترامب الذي في المقابل واجه في واشنطن انتقادات عنيفة واتهامات بالضعف بل وحتى بالخيانة لتبرئته روسيا من التدخل في انتخابات الرئاسة الأميركية الماضية.
ورغم أن القمة لم تحقق نتائج فورية ملموسة على صعيد تحسين العلاقات الثنائية أو الاتفاق حول قضايا خلافية خارجية، فإن العديد من الساسة والخبراء الروس يرون أن بوتين نجح في درء الاتهامات الموجهة لروسيا من دوائر أميركية بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية الماضية، وقد ساعده في ذلك الرئيس الأميركي الذي يصر على إنكار التدخل الروسي في تلك الانتخابات.
فخلال القمة أعلن بوتين استعداده لتمكين الاستخبارات الروسية من استجواب 12 ضابطا روسيا اتهمتهم لجنة التحقيق الأميركية التي يقودها روبرت مولر بالضلوع في عمليات قرصنة إلكترونية استهدفت الحزب الديمقراطي ومنظمة الانتخابات الأميركية في 2016.
وأوردت أسبوعية "ذي موسكو تايمز" تصريحات لساسة وبرلمانيين روس يرون فيها أن مجرد انعقاد القمة يُحسب لمصلحة بوتين. وقال هؤلاء إن ما أسفرت عنه قمة هلسنكي يفوق ما توقعوه، معتبرين أن هذا اللقاء قد يكون خطوة أولى على طريق إصلاح العلاقات بين البلدين.
ونقلت عن وزير الخارجية سيرغي لافروف وصفه اللقاء بالمذهل وبأنه أكثر من ممتاز، فيما علق فيكتور بونداريف، رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس الاتحاد الروسي، بقوله إن محاولة الأميركيين بناء عالم أحادي القطب فشلت، وإنه لا يمكن تجاهل روسيا، معتبرا أن قمة هلسنكي دليل يثبت ذلك.
وفي السياق نفسه، اعتبر كونستانتين كوساشيف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الاتحاد الروسي إن ما حدث كان أفضل السيناريوهات الممكنة، بيد أنه تخيل سيناريو آخر يقدم فيه الرئيس الأميركي تنازلات من قبيل الاعتراف بأن تقييم واشنطن لمسألة القرم والصراع شرقي أوكرانيا كان خاطئا.
وفي التلفزيون الرسمي رأى مشاركون في برنامج حواري أن بوتين ذهب إلى قمة هلسنكي باعتباره الوجه الأبرز بعد نجاحه في استضافة المونديال.
أما وكالة تاس الروسية فقد نقلت عن خبير إيطالي قوله إن بوتين نجح في تحقيق نتائج ملموسة، معتبرا أن من النتائج الأولية للقمة إعادة تأهيل روسيا جزئيا على الساحة الدولية، كما أن صفحة شبه جزيرة القرم قد طُويت، في إشارة إلى أن الرئيس الأميركي لم يأخذ موقفا صارما من ضم روسيا لهذه المنطقة التي كانت تحت سيادة أوكرانيا.
ووفق الخبير الإيطالي، فإنه بفضل قمة هلسنكي لم يعد يُنظر إلى روسيا عالميا بوصفها دولة ذات سلوك عدائي.
بدورها نقلت وكالة أسوشيتد برس عن ألكسندر غابويف، الباحث في مركز كارنيغي بموسكو، أن الرئيس الروسي نال ما ذهب من أجله، مشيرا إلى أنه كسب دعم الجمهور في الداخل من خلال صده الاتهامات الموجهة لروسيا بالتدخل في الانتخابات الأميركية.
وبالتوازي مع امتداح أداء بوتين، عبرت محطات تلفزيونية وصحف ومواقع قريبة من الكرملين عن "تعاطفها" مع الرئيس الأميركي، معتبرة أنه يتعرض لحملات ظالمة من داخل الولايات المتحدة.
بل إن صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" أشادت بترامب لأنه التقى بوتين رغم معارضة النخبة السياسية ومن وصفتهم بالهستيريين في وسائل الإعلام الأميركية.
المصدر : الصحافة الروسية