قائمة الموقع

مكتوب: أفخاخ على طريق مبادرة ميلادينوف في غزة

2018-07-18T05:56:21+03:00
صورة
غزة- شيماء مرزوق

يبدو أن نيكولاي ميلادينوف مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط يلعب دورا هاما في صفقة القرن التي تنوي الادارة الامريكية فرضها على دول المنطقة وخاصة الطرف الفلسطيني وذلك لتكون المدخل للحل الإقليمي المنتظر.

وقد برز في الآونة الأخير دور ميلادينوف السياسي البلغاري عبر الزيارات واللقاءات المتكررة بين عدة أطراف فقد زار مؤخراً غزة ورام الله و(إسرائيل) ومصر فيما عرف بأنها تحركات يجريها الرجل لطرح مبادرته لحل ازمة غزة.

وتعتمد مبادرة ميلادينوف على عدة نقاط أبرزها كما ذكر في حوار لصحيفة مصرية، منع تدهور الأوضاع في قطاع غزة بشكل متسارع، والانزلاق الى حرب جديدة.

وقال ميلادينوف " نركز على جانب المساعدات الإنسانية فالفلسطينيون في غزة لا مال لديهم أو وظائف وهناك أزمة مياه الشرب، فضلا عن المعاناة في النظام الصحي والضغوط الكبيرة سواء في قطاع الكهرباء التي تعمل لساعات قليلة يوميا، والناس يعيشون أوضاعا سيئة للغاية".

ولم يغفل ميلادينوف أن هناك جانبا سياسيا يتمثل في الوحدة الفلسطينية، حيث ان مبادرة الأمم المتحدة تصر على ان تجري هذه المشاريع عبر السلطة الفلسطينية وهذا ما يفسر زيارته الأخيرة لمصر لدعم جهود المصالحة كي تكون بوابة للتحسين الاقتصادي في غزة.

وتدرك السلطة الفلسطينية وتحديداً أبو مازن هذه النقطة والتي تمثل ورقة قوة في يده لذا ما زال يمارس المزيد من الضغوط على حماس عبر فرض العقوبات وتشديدها على القطاع المحاصر لاعتقاده بأنها ستخضع في النهاية لمطالبه.

ويؤكد ميلادينوف أن خطته جيدة وتم التشاور حولها مع جميع الأطراف سواء من السلطة الفلسطينية أو مصر أو (إسرائيل) والدول المعنية، وهو ما سيمنع نشوب حرب أخرى في قطاع غزة لأن هذه هي المهمة العاجلة اليوم.

ورغم الحاجة الإنسانية الملحة في قطاع غزة لتلك المشاريع لكن حتى الان يبدو ان البيئة السياسية لم تنضج بعد لتطبيق هذه الخطة، ويمكن الحديث عن عدة معيقات تواجه الخطة أبرزها:

- الثمن السياسي الذي يطرحه ميلادينوف على حركة حماس وفصائل المقاومة في غزة مقابل رفع الحصار، ففي حين تريد حماس هدنة طويلة مقابل رفع الحصار، فان ميلادينوف يطرح أثمانا سياسية أخرى مثل الاعتراف بـ(إسرائيل) ونزع السلاح.

- لدى حماس مخاوف كبيرة من مبادرة مبعوث السلام في المنطقة كونه يعمل ضمن المنظومة الأمريكية وهو مدفوع من الولايات المتحدة ويحمل ذات الرؤية ما يجعل قادة حماس متخوفين من فرض صفقة القرن عبر غزة.

- الألغام التي قد توضع في طريق حماس ومخاوفها من وجود أفخاخ في طريق تطبيق الخطة والتي قد تظهر فيما بعد عبر فرض الرؤية الإسرائيلية للحل خاصة ان معظم المشاريع يجري الحديث عن عملها في سيناء وهو ما يعني فعليا فرض الرؤية الإسرائيلية بطريقة غير مباشرة ودفع الفلسطينيين نحو خط سياسي معين بعباءة الحلول الإنسانية.

- يحاول ميلادينوف ان يطرح مسألة الجنود الاسرى لدى حماس ضمن خطته وهو امر ترفضه حماس وقد أكد قادتها مراراً ان صفقة الاسرى ملف منفصل عن الحصار، لكن (إسرائيل) ترفض ان تقدم أي حلول لغزة دون حل مسألة جنودها.

- ويبدو أن مبادرة ميلادينوف ما زالت صعبة التطبيق في ظل البيئة السياسية والإنسانية التي يبدو أنها تتأزم ما قد يدفع باتجاه تصعيد قد يتدهور نحو حرب خاصة بعد الإجراءات الاسرائيلية الاخيرة على المعابر في غزة.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00