فجعت عائلة الفرا التي تقطن مدينة خانيونس، مساء السبت، بوفاة نجلها الشاب سليمان محمد الفرا المولود في عام الـ84، إلى جانب رفيق دربه في الغربة والدراسة الطبيب محمد حميد البنا، اختناقا في شقتهما بالجزائر.
المعطيات الرسمية الأولية بالجزائر تفيد بـأن سبب الوفاة ناتج عن اختناق بالغاز، مستبعدة وجود شبهة اغتيال وفق السفير الفلسطيني في الجزائر لؤي عيسى في حديثه لـ"الرسالة نت".
شدّ سليمان رحاله منطلقا تجاه الجزائر قبل أعوام قليلة، للعمل في مجال التجارة، بعدما ضاقت به سبل العثور على وظيفة في القطاع، حيث عمل الى جوار خاله لسنوات قبل وفاة الأخير، ليحلّ سليمان محله في العمل ويواصل دربه في التجارة.
ومع مرور السنوات خطبّ سليمان فتاة غزية من عائلة البطة، حيث قرر في أيامه الاخيرة الانتقال لغزة من أجل اتمام مراسم الزواج والانتقال برفيقة عمره للعيش معه في الجزائر، حيث بدأ بتجهيز اجراءات الاقامة لمدة عامين هناك، وفق ما تحدث به ابن عمه احمد لـ"الرسالة نت".
ويقول أحمد إن سليمان بدأ بترتيبات انتقاله لغزة للزواج، وكان على موعد الوصول يوم الثلاثاء من الاسبوع المقبل؛ لعقد مراسم الزواج التي كانت مقررة بعد شهر من وصوله للقطاع، لكنّه قدره بالرحيل كان الأسرع.
ويقول أحمد إن سليمان بدأ بتجهيز اجراءات الاقامة في الجزائر لمدة عامين، وكان متوقع وصوله للقطاع يوم الثلاثاء من الأسبوع المقبل
شوق عارم كان يربط سليمان بأرضه ووطنه، "مشتاق أشم اترابها"، وكان يقوده الشوق للتخطيط بزيارة عديد الاماكن في غزة حال وصوله اليها، كما كان يسرّ لأحمد.
قبل سنوات قليلة توفي شقيقه الاصغر منه على فراشه فجأة، "بعدما أصيب بحالة يأس عند انقطاع راتبه من رام الله، وعثر عليه متوفى في فراشه"، والحديث هنا لأحمد.
الحادثة تلك تلقاها والده الحاج محمد أحد العاملين في لجنة الاصلاح بمنطقة خانيونس، بالصبر والاحتساب، حيث كان قد رأى في منامه قبل وفاة نجله بيومين أن أحدا طعنه بالسيف في رأسه؛ ليستيقظ بعد يومين على نبأ وفاة نجله.
ومع مجيئ خبر وفاة سليمان، جاءت التصديق لرؤيا شاهدها الحاج محمد ليلة وفاة نجله، رأى فيه سقوط عقاله وانقطاع حبله، وكان تأويله لها أنه سيفقد أحد ابنائه، فجائه خبر وفاة سليمان.
لم يتسنى لـ"الرسالة نت" الخوض في تفاصيل فاجعة لا تزال العائلة تكابد مرارة فقدها في اللحظات الأولى، لكنها تسعى لجلب جثماني المواطنين الى القطاع، والتنسيق مع السلطات الجزائرية لتسلمهما.
وعثر عليهما، مساء السبت، في شقتهما بالجزائر، فيما ستعلن السلطات الجزائرية رسميا تقريرها بشأن ملابسات وفاتهما صباح يوم الأثنين.