قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: استمرار الحصار يُبقى خيار التصعيد حاضرا

مسيرات العودة
مسيرات العودة

الرسالة نت - لميس الهمص

يساهم الحصار (الإسرائيلي) والتضييق على الغزيين في تقصير فتيل الانفجار، كما إن الوساطات التي تسعى للهدوء مقابل الهدوء قد لا تفلح مستقبلا مع اتساع الفجوة؛ بسبب بقاء الأسباب التي تدفع نحو الانفجار وهو الأمر الذي ظهر جليا خلال الأسبوعين الماضيين.

ورغم أن كافة التحليلات المنشورة في الصحف الإسرائيلية الصادرة أمس الأحد، اعتبرت أن جولة التصعيد الأخيرة بين (إسرائيل) وقطاع غزة قد انتهت و"أصبحت وراءنا"، منذ منتصف ليلة الجمعة - السبت الفائتة، لكن المحللين أجمعوا أيضا على أنها لن تكون الأخيرة، وأن جولات تصعيد مثيلة قادمة لا محالة، وربما ستشن (إسرائيل) عدوانا جديدا على غزة سيتحدد حجمه وفقا للتطورات الميدانية في المستقبل.

وفي ظل نجاح المقاومة في تثبيت نظرية "القصف بالقصف" بات قادة الاحتلال أكثر وعيا بالمعادلة، كما أنهم أيقنوا أن التضييق لن يجدي نفعا، لذا قال وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إن (إسرائيل) ستعيد فتح معبر كرم أبو سالم التجاري مع قطاع غزة كالمعتاد، وتوسع مساحة الصيد، يوم الثلاثاء المقبل "حال استمر الهدوء".

وأضاف ليبرمان في تغريدة عبر حسابه الرسمي في (تويتر) عقب زيارته المعبر صباح الأحد: يجب أن يفهم سكان غزة، أنه ما دام لدينا قنابل مولوتوف على جانبهم، فإن الحياة لن تكون طبيعية مرة أخرى.

ويرى مراقبون أن التضييق على المعابر يأتي لاحتواء الأزمة الداخلية لدى الاحتلال من استمرار مسيرات العودة ووسائلها السلمية وخاصة البالونات الحارقة، وفي كل مرة لم تجد السياسة السابقة نفعا.

الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني يرى أن التصعيد يعود لعدم المعالجة الجذرية للأسباب، فالعمل يقتصر على الهدوء مقابل الهدوء دون إنهاء الحصار والأزمة الإنسانية المتسببين الرئيسين في الوضع الراهن واللتين دفعتا للذهاب لمناطق الحدود وإطلاق البالونات الحارقة.

وذكر أن ما سبق جعل الجهود تبقى تدور في فلك الهدوء لعدة أيام ثم تعود للانفجار مجددا، معبرا عن خشيته من عدم مقدرة حماس ولا حتى الاحتلال في مرات قادمة السيطرة على المشهد فتنزلق الأمور إلى مواجهة واسعة.

وبحسب الدجني فإن حماس و(إسرائيل) يمارسان عض الأصابع وكلاهما لا يريدان الحرب، لذا يجب البحث عن أصل المشكلة.

بدوره اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الدكتور تيسير محيسن أن المطالبة بوقف البالونات الحارقة قد يكون منطقياً لتفادى مواجهة مع الاحتلال لكن لا ينبغي أن يكون بدون ثمن.

ويقول محيسن إن المقاومة حافظت على النظرية التي نحتتها في الصخر "القصف بالقصف" وأثبتت أنه لا إمكانية لدى الاحتلال في أن يخل في قاعدة الاشتباك المعمول بها.

إلا أن محيسن استدرك بالقول: لكن على المقاومة ألا تأمن مكر الاحتلال وتدرس إمكانية مواصلة الضغط وإلى أي حد يجب التوقف، موضحا أنه لا يجب أن نجعل الاحتلال أمام مفترق طرق إما توجيه ضربات موجعة أو أن يستسلم وهو الأمر الذي لن يحدث خاصة في ظل عناد قيادة الجيش.

وبين أن الأمر يحتاج لحكمة كي لا تتدحرج الأمور لعواقب قد لا نكون جاهزين لدفع أثمانها، المقاومة مطلوب منها الا تضع الاحتلال أمام قرار نهائي حرب أو استسلام.

الحراك الدولي المحموم منذ بدء مسيرات العودة والذي زاد خلال الأيام الأخيرة، مرهون بما ستقدمه غزة، حيث يتم تجاهل الحصار والتضييق كمسبب رئيس، إذ لا تسعى المبادرات لحل جذري للأوضاع بل جميعها يلجأ للمسكنات فحسب.

ويرفض الغزيون الحقن المسكنة والحلول المؤقتة الترقيعية، خاصة وان القضية لا تتعلق بفتح جزئي للمعابر.

يشير مراقبون فإن فرص الحرب تكاد تكون منعدمة، ولكنها ليست مستحيلة، لذا يجب على الجميع تحمل المسؤولية والعمل لمنع نشوبها، وأهم الخطوات لتحقيق ذلك، الذهاب لتهدئة طويلة مقابل رفع كامل وشامل للحصار المفروض على قطاع غزة.

البث المباشر