تصاعدت وتيرة التهديدات الكلامية المتبادلة بين الولايات المتحدة وإيران، إذ اعتبرت طهران أن الوجود الأميركي في المنطقة في دائرة نيرانها، وذلك إثر التحذيرات التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لطهران بعدم تكرار تهديداتها.
وقال أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام القائد السابق للحرس الثوري في إيران محسن رضائي، إن ما يقارب خمسين ألفا من العسكريين الأميركيين في المنطقة هم بمثابة أهداف يقعون داخل مرمى نيران القوات المسلحة الإيرانية.
وأضاف رضائي -في تغريدة له على حسابه في تويتر- أن الرئيس الأميركي ليس في موقع يسمح له بتهديد إيران ورئيسها، محذرا إياه باتخاذ أقصى حدود الحيطة.
وكان الرئيس ترامب حذر نظيره الإيراني حسن روحاني من عواقب غير مسبوقة إذا كرر تهديداته للولايات المتحدة.
وفي تغريدة على تويتر، أضاف ترامب محذرا من أن الولايات المتحدة لم تعد البلد الذي سيتسامح مع كلمات روحاني الخالية من لغة العقل فيما يخص العنف والقتل، وفق تعبيره.
من جانبها قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن الهدف من تغريدة الرئيس ترامب حول إيران ليس إبعاد الأنظار عن روسيا.
وأضافت أنه بعكس عديدين في وسائل الإعلام، فإن للرئيس القدرة على التركيز على عدد من القضايا الدولية ومن بينها إيران، مؤكدة أن الرئيس الأميركي لن يسمح لطهران بالاستمرار في إطلاق تهديدات ضد الولايات المتحدة.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد حذر مَن وصفهم بالأعداء من أن الحرب مع بلاده ستكون أمَّ الحروب.
وقال إنه لا يمكن للولايات المتحدة أو غيرها القضاء على نفوذ إيران في المنطقة، على أن طهران لديها أوراق وصفها بأنها أقوى وأعقد من إغلاق مضيق هرمز.
كما حذّر روحاني الرئيس ترامب قائلا إن "عليه ألا يعبث بذيل الأسد فيُغضبه ويندم على ذلك ندما تاريخيا"، وأضاف أنه لا يمكن للولايات المتحدة أو غيرها القضاء على نفوذ إيران في المنطقة.
وفي سياق الحرب الكلامية أيضا، استنكرت وزارة الخارجية الإيرانية تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي وصف الحكومة الإيرانية بالمافيا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي "من الواضح أن تصريحات بومبيو المنافقة والحمقاء ذات أهداف دعائية"، وأضاف أن الشعب الإيراني بفضل وحدته سيجهض جميع المؤامرات التي تحيكها خلف الستار، وفق تعبيره.
واعتبر قاسمي تصريحات بومبيو تدخلا في الشؤون الداخلية الإيرانية، وخطوة ضمن المساعي الأميركية لزعزعة استقرار المنطقة.
وكان وزير الخارجية الأميركي قال إنهم يدعمون المظاهرات ضد النظام في إيران، واتهم المسؤولين الإيرانيين بالمشاركة في الفساد بالبلاد، مضيفا أن إيران لا تديرها حكومة وإنما ما يشبه المافيا.
وكانت رويترز نقلت عن مسؤولين أميركيين مطلعين أن إدارة ترامب أطلقت حملة من الخطب والرسائل الموجهة عبر الإنترنت، بهدف إثارة الاضطرابات والضغط على طهران لإنهاء برنامجها النووي ودعمها جماعات مسلحة.
وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن الحملة تسلط الضوء على عيوب الزعماء الإيرانيين مستخدمة أحيانا معلومات مبالغا فيها، أو تتناقض مع تصريحات رسمية أخرى، بما في ذلك تصريحات لإدارات سابقة.
وتواجه إيران ضغوطا أميركية متزايدة وعقوبات وشيكة بعد قرار ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق النووي المبرم عام 2015.