قائمة الموقع

مكتوب: صورة التقطتها "بيسان" لم تكن " لمى" قوية في حضن يحيى!

2018-07-28T04:34:21+03:00
اعتقال لمى خاطر
الرسالة نت - أمل حبيب

استند على كتفها الأيسر، عيناه صوب عدسة الكاميرا، جميعهم ظن أنها حاكت له قصة لتقنعه لماذا تذهب وتتركه هنا؟ فعليًا احتضنته وبكت فقط!

أدارت الأم لمى لنا ظهرها، لم تكن قوية كما قلمها الذي اعتدنا عليه، في حضن يحيى كانت ضعيفة لعامين قادمين كما عمره!

بيسان ابنة الثامنة عشر ربيعًا لم تدرك أن الصورة التي التقطتها لأمها الكاتبة لمى خاطر لحظة احتضانها لصغيرها قبل الاعتقال بدقيقة واحدة ستنتشر بهذا الشكل وتصل دمعة أمها للجميع!

الصورة التي حرقت قلوب الأمهات دفعة واحدة، فالليل كان فاضحًا للدمع واللوعة معًا، ولم تكن لمى وحدها من بكت بعد الصورة لحظة انفصال يحيى من بين ضلعيها لتغادر منزلها الى "جيب" الاحتلال العسكري!

ماذا قالت ليحيى؟

بمن يحدق يحيى هكذا؟، هل وقف أمامه جندي إسرائيلي ممسكًا بالأصفاد بين يديه، هل أدرك أنه سيضعهم حول معصمي أمه؟

عبر منصات التواصل الاجتماعي كانت الصورة أول ما يمكن أن يقفز في وجهك ليومين متتابعين منذ اعتقال لمى الثلاثاء الماضي، لمى التي انشغل الكثيرون في التكهن بالسيناريو الذي دار بينها وبين يحيى لحظة احتضانه.

" ماما ضلت ساكتة ما حكت ولا كلمة ليحيى" تؤكد بيسان "للرسالة" ثم تضيف:" ودعتنا كلنا بس لما حضنت يحيى تأثرت كتير وبكت".

وصية قبل كل شيء كانت لــ "بيسان" فقط، "ديري بالك عليهم" تلك الوصية كانت قبل أيام من الاعتقال، موجهة لفرحتها الأولى ابنتها البكر.

لحظة اقتحام منزل الكاتبة لمى في الخليل استيقظ الجميع على صوت طرقات الباب العنيفة، زوج لمى الأسير المحرر حازم الفاخوري توجه لمدخل البيت فقابلته بنادق الجنود "وين لمى؟".

تروي لنا بيسان لحظة تواجدهم لاعتقال أمها، حيث طلب أحد الجنود من لمى الخروج معهم بعد أن صادروا هاتفها النقال وذاكرة حاسوبها المحمول.

قلم وصوت يتلاشى!

لمى التي وظفت قلمها لفضح جرائم المحتل دون خوف أو حذر من غدره، هي نفسها التي اشتهرت بمقالاتها الداعمة للمقاومة الفلسطينية، وهي الأم الضعيفة عند فقد آخر العنقود "يحيى"!

"توكلي على الله .. ما تقلقي" كان صوت عائلة لمى يتلاشى تدريجًا كلما ابتعدت بخطواتها بين جنود الاحتلال فجرًا، كانت تسمع خمستهم بنتان وثلاثة أولاد، كانت قادرة على تمييز نبرة صوت كل واحد منهم، يختم الدعوات زوجها حازم، يحتضن صغاره ويغلق الباب دون لمى!

تجربة الأسر التي عايشتها بيسان حينما اعتقل والدها وهي في مرحلة الدراسة الابتدائية، واستمر غيابه القسري لسنوات، سيجعلها ذلك أكثر قوة هذه الأمر لتعتني بشقيقها الأصغر ابن العامين!

نهار الثلاثاء انشغل يحيى باللعب، لربما "ماما في مشوار" وستعود بقطعة حلوى، لم يكن الأمر كذلك، يحيى يتفقد حجرات المنزل، يفتح كل الأبواب وينادي "ماما".

عقل الصغير يحيى بطل صورة الحضن الأخير ما قبل الاعتقال لن يستوعب أن والدته الآن في أقبية التحقيق الاسرائيلية وحيدة، حينما يكبر سيدرك أن ضريبة القلم الحر غياب "ماما" لأكثر من "مشوار صغير".

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00