قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: من يمنعك مني يا محمد؟... الله!

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

قصة الأعرابي مع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سمعنا بها كثيرا وقرأناها كثيرا ولكن مع الأسف لا سمعنا ولا قراءتنا غيرت كثيرا مما نؤمن به ونعتقده، هذه القصة التي تحمل لنا علاجا شافيا مما نحن فيه أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان نائما وحيدا بعد تفرق صحبه وكل منهم هب باحثا عن مكان يستريح به، وبعد أن علّق النبي صلى الله عليه وسلم سيفه في شجرة ونام تحتها، إذ بأعرابي كان يترصد رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أن خلد النبي للراحة وإذا بهذا الاعرابي يستل سيف رسول الله ويوقظه من نومه وقد أشهر السيف مهددا رسول الله بالقتل وقال قولته المشهورة من يمنعك منك مني يا محمد؟، فرد محمدا صلى الله عليه وسلم: الله.. الله..الله في وجه ذلك الأعرابي فسقط السيف من يده فالتقطه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال للأعرابي: من يمنعك مني الآن؟ فقال كن خير آخذ.

ونحن اليوم نعيش اللحظة التي عاشها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن دون يقين النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان على يقين بالله، يقين لا يثنيه ولا يجعله مترددا خائفا، بل واثقا بالله القوي المجيد، لو قالها اليوم رجل واثقا بالله أمام مجموعة من الناس لضحكوا عليه، ونسوا أن القوة لله وأن من يكون مع الله يكون الله معه ومن يترك الله يتركه الله يعيش في تيه يتخبط وينتابه الخوف من كل شيء حتى من نفسه.

فعندما يسأل أحد الناس دون يقين ويقول ماذا بعد؟ أين الأمور ذاهبة؟ ما الحل؟ فيرد من لديه يقين ما لها الا الله؟ يضحك الرجل وكأن الذي رد لا يعي ما يقول، وأن ما قاله ضرب من الخيال، ماذا تقول يا رجل؟ الله!.

نقولها بكل يقين الله، فما لها غير الله كاشفة، هذا لا يعني أن نقف وننتظر ونقول الله، بل علينا العمل بكل ما أوتينا من قوة حتى تستنزف ما لدينا وفي نفس الوقت لسنا مسئولين عن النتائج لأن أمر النتيجة هو بيد الله سبحانه وتعالى.

علينا أن نحسن العمل ونقدم كل ما يلزم لنجاح هذا العمل ونقول هذا ما لدينا متيقنين بالله ومستعينين بقدر الله أنه مانعنا وناصرنا ومعزنا ومثبتنا يقينا لا تزعزعه أي قوة مهما بلغت من عظمة؛ ولكن المهم هو العمل.

نعيش ظروفا قاسية وقاسية جدا ولكن لا نلجأ إلى الله بعد أن نستنفد كل طاقتنا ولكن يكون اللجوء إما إلى العرب أو أمريكا أو (إسرائيل) ونقول أن 99% من أوراق الحل بيد أمريكا وننسى أن 100% من أوراق الحل هي بيد الله، تركنا اللجوء إلى الله واعتمدنا على أمريكا والعرب وكأنهم هم من يملكون الحل علما أنهم اضعف ما يكونوا ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا رغم قوتهم وبطشهم فلا يستطيعون مواجهة رياح هنا أو نار هناك.

علينا العمل وبكل قوة وأن يكون لدينا يقينا ثابت لا يتزعزع بالله معتمدين عليه وتاركين أمرنا إلى الله ولكن بعد أن نستنفد كل ما لدينا من إمكانيات وطاقات سواء في التخطيط والاعداد والتنفيذ بها نكون قد أوكلنا أمرنا الى الله عندها لن يخذلنا ربنا ولن يتركنا في تيه تتقاذفنا التيارات بعيدا عن الله.

عودوا إلى الله يعد إليكم الله وينصركم ويثبت أقدامكم مهما كانت قوة عدوكم وكان ضعفكم.

البث المباشر