قائمة الموقع

مكتوب: بندول "التهديدات الأمنية" من الشمال والجنوب!

2018-07-30T06:48:49+03:00
ارشيفية
غزة- أحمد الكومي

يقضي وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، والقيادة السياسية في (إسرائيل)، أعقد فترات القيادة لهم؛ في ظل تهديدات أمنية بدأت تتشكّل أو تتصاعد على ثلاثة جبهات، انتهت فيها "عطلة الهدوء".

فبينما تنشغل القيادة الأمنية للجيش في "إطفاء التوتر" على حدودها الجنوبية مع قطاع غزة، تباغتهم "عملية طعن" في ظهر الجيش، ينطلق بها شاب فلسطيني ثائر من مدينة رام الله، اضطر الجيش إلى إعادة الانتشار في مدن الضفة وقراها -أو المنطقة الوسطى كما يصنفها-في وقت كان يظن أنه أنهى ما يصفها بظاهرة "الذئاب المنفردة".

في الأثناء، كان الإسرائيليون في "سباق عدْو" إلى الملاجئ في المنطقة الشمالية، على وقع انطلاق صافرات إنذار من قذائف "غراد" سقطت في بحيرة طبريا مصدرها مقاتلون لتنظيم الدولة يتحصّنون في جيب جنوب هضبة الجولان السورية. لتتشكل معها "خريطة تهديدات" أو تهديد ثلاثي الأضلاع بوصف آخر، وضع القيادة الأمنية في (إسرائيل) أمام اختبار قدرات.

ربما تفطن نتنياهو وليبرمان لذلك، فعمدا إلى حضور مكثّف لهما في الإعلام، من قبيل ما قام به نتنياهو بزيارته مقر القيادة للمرة الأولى منذ خمس سنوات، والتقاطه الصور مع الجنود للواء المظليين وحرس الحدود، إضافة إلى النشاط الاستثنائي لليبرمان بزيارته معبر كرم أبو سالم برفقة قيادة المنطقة الجنوبية، وذهابه لتهدئة سكان سديروت والحديث معهم، في مشهد اعتبره الكاتب عاموس هرئيل في صحيفة هأرتس، أنه يعبر عن "ضائقة انتخابية"، خاصة أن الجهاز السياسي يستعد لاحتمالية انتخابات فجائية قد يعلن عنها رئيس الوزراء.

كما حرص ليبرمان على أن يترك بصمة له في هذا الإطار، بإعلانه أنه سيبدأ مشاوراته لتعيين رئيس جديد لهيئة الأركان يكون خليفة لـ "غادي آيزنكوت"، اليهودي المغربي الذي كان قد تولّى المنصب في 16 فبراير 2015، ليصبح رئيس الأركان الـ 21 لجيش الاحتلال. ليفر الآن من الاتساع الملحوظ في جغرافيا التهديد الأمني لمصلحة أطراف الصراع المجاورة، وهي نظرية لم تكن غائبة عنه، وكان قد أشار لها أثناء مراسم تقلده رتبته الجديدة، حيث قال إن "الشرق الأوسط يغير وجهه بشكل لا مثيل له".

ويأتي هذه التغيير في وقت يؤكد فيه خبراء عسكريون إسرائيليون بأن الظروف الأمنية التي تمر بها (إسرائيل) لا تحتمل إجراء تغيير في موقع قائد الجيش، لذلك صدرت توصية بتمديد لسنة خامسة لأيزنكوت، لكن لا يمكن في هذه الحالة استبعاد المصلحة في التوظيف السياسي لهذا الموقع، في ظل ما تُظهره استطلاعات الرأي من صعود وتراجع لكتل الأحزاب، وكان أحدثها استطلاع القناة الثانية الذي أظهر تراجع الليكود مقابل ارتفاع تمثيل حزب "يسرائيل بيتينو" بقيادة ليبرمان، في أي انتخابات برلمانية تجري اليوم.

من المبكر الحديث عن تهدئة لأي من الجبهات الثلاث، ولا يوجد أي مجال للحسم فيها، غير أنه يمكن القول إن عودة الهدوء هذه المرّة أصبحت مرتبطة بشروط الخصم، وهذا ما ينطبق بصورة أكثر وضوحاً في التصعيد مع حماس في غزة، التي تشترط "خطة شاملة تتضمن إزالة الحصار، وليس مجرد مساعدات إنسانية"؛ مقابل إنهاء مسيرات العودة على الحدود، ووقف البالونات الحارقة، الأسلوب النضالي الجديد الذي تصدّر قائمة التهديدات الأمنية للكيان الذي يمتلك منظومات الدفاع الأكثر تطوراً، ويعجز عن صدّ بالون طائر.

اخبار ذات صلة