قائمة طويلة من الحلفاء والأصدقاء والشركاء تركهم عباس أو تركوه، بفعل جنوحه للتفرد في اتخاذ القرارات وكان آخر ما فعله مع الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين من سحب دائرة شؤون المغتربين من تيسير خالد عضو تنفيذية المنظمة عن الجبهة وتعيين القيادي الفتحاوي نبيل شعث بديلًا عنه، ما دفع بالجبهة إلى اتهامه بالتفرد.
"الديمقراطية" آثرت قبل شهور قليلة مشاركته في الاجتماعات الأخيرة في اجتماعات "مجلس رام الله " بعد تردد كبير، وانحازت له لكنه انحاز مصالحه.
فعل عباس ينطبق عليه المثل المصري:" زي الفريك ما يحبش شريك" الذي يضرب لمن لا يحب مشاركة غيره ويحب أن ينفرد بالعمل وحده، فقد (حلق) لمحمد دحلان حليفه السابق وطرده من حركة فتح، وقبلها لعضو اللجنة التنفيذية السابق ياسر عبد ربه الذي طرده هو الآخر من عضوية اللجنة التنفيذية للمنظمة.
وهكذا فعل أيضاً مع سلام فياض رئيس حكومته لسنوات طويلة الذي تخلى عنه وعين بدلا عنه رامي الحمد الله الذي تشير بعض التسريبات أنه قد يحصل له ما حصل لفياض و(يحلق) عباس له لكن زي ما بيقولوا "على الناشف".
الجبهة الشعبية يبدو أنها درست سلوك عباس واستخلصت العبر مبكرا، فقررت ألا تضع بيضها في سلته وهو ما دفعها لعدم المشاركة في "الجلسة الأخيرة" التي قيل إنها للمجلس الوطني، فقد منع أكثر من مرة عنها مخصصاتها من المنظمة، وبالرغم من أنها ثاني أكبر فصائل المنظمة إلا أنه لم يكترث لغضبها منه في محطات عديدة.
عباس يفقد شركاءه واحداً تلو الآخر والسؤال الآن الدور على مين جاي؟، والسؤال الأكثر أهمية شخص بهذا السلوك الإقصائي .. هل يمكنه تحقيق المصالحة الحقيقة والشراكة مع فصائل من خارج المنظمة مثل حماس والجهاد الإسلامي؟