قائمة الموقع

مكتوب: مسارات أربعة يدور عليها لقاء قيادة حماس

2018-08-06T04:35:30+03:00
مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

تجري في قطاع غزة مشاورات حثيثة بين قيادة حركة حماس في مكتبها السياسي بعد قدوم وفدها من الخارج للحوار حول العديد من القضايا المتعلقة بالشأن الفلسطيني وخاصة قضية رفع الحصار، وفي ظل حالة التكتم التي عليها هذه التي عليها المشاورات في حركة حماس تجعلنا نجتهد في التوقعات التي يمكن أن يدور حولها النقاش داخل أروقة حماس وماهية القضايا التي يمكن أن يكون التركيز عليها وبحثها بشكل مستفيض.

والأمر كذلك وفي ظل حالة التكتم الشديد من قبل حركة حماس على ما يدور يمكن القول إن نقاش قيادة حماس يدور في مسارات اربعة على رأس هده المسارات والأهم منها هو مسار رفع الحصار، وهذا الامر مرتبط بنوع من التهدئة قصيرة الأجل أو طويلة الأجل، واعتقد أن الاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي أكثر المتحمسين لموضوع إحداث تهدئة بين الجانبين المقاومة من جانبها وعلى رأسها حماس والاحتلال مقابل إعادة الحياة لقطاع غزة والذي يعاني من حصار دام اثني عشر عاما وزاد الطين بلة الإجراءات العقابية التي فرضها عباس.

رفع الحصار هذا مطلب فلسطيني في المقام الأول وبات ضروريا وهو في نفس الوقت مسعى أوروبي ليس حبا في الشعب الفلسطيني بل خشية انفجار الفلسطينيين في وجه الاحتلال لو استمر هذا الحصار، ومساعي المجتمع الدولي لإعمار غزة، هدا الاعمار يحتاج إلى هدوء أو تهدئة وهذا الهدوء يتنافى مع التلويح بالحرب عند الاحتلال والذي هو بحاجة الى حالة الهدوء التي تسعى كل الأطراف إلى تحقيقها في قطاع غزة، ولكن علينا الانتباه أن الحل الانساني لقطاع غزة غير مرتبط بدفع اثمان سياسية من حقوق الشعب الفلسطيني وأن مسيرة العودة وأدواتها جعلت الاحتلال يتعاطى مع الحل الدولي دون شروط.

المسار الثاني الدي يدور الحديث عنه هو صفقة تبادل أسرى بين حماس والاحتلال ولعل من نافلة القول أن حماس ومسيرات العودة ورفع الحصار مكنت حماس والقوى الفلسطينية من فك الارتباط بين القضايا المختلفة، ولا نعتقد أن حماس لا ترغب في إحداث صفقة تبادل مع الاحتلال ولكن شريطة تحقيق مطالبها في هذه الصفقة ووفق شروط المقاومة وبعيدا عن ربط الامور بعضها ببعض، فكل قضية لها مسارها ولها شروطها وأدواتها وإصرار المقاومة على الفصل أخضع الاحتلال بالموافقة على عدم ربط رفع الحصار عن قطاع بجنودها الاسرى لدى المقاومة وتم تحديد مسار مختلف الحديث فيه لا علاقة له برفع الحصار وفتح المعابر وميناء في غزة مرتبط بالموانئ المصرية أو بجزيرة قبرص ويبدو أن هذا الامر بات واقعا لا جدال فيه.

المسار الثالث لما يدور في قيادة حماس هو موضوع المصالحة والتي قدمت فيها مصر ورقة وافقت عليها حماس وأبلغ السيد اسماعيل هنية رئيس حركة حماس بنفسه وزير المخابرات بالموافقة على الورقة المصرية ولكن على ما يبدو أن ما حمله وفد حركة فتح من رد على الورق المصرية نسف الورقة الأولى التي قدمتها مصر، وعلى ما يبدو أيضا تبدل الموقف المصري من ورقته الأولى لصالح ورقة فتح الأمر الذي لن توافق عليه حماس والقوى ولكن سيستمر النقاش حتى يتم التوصل إلى اتفاق مصالحة؛ ولكن في المرحلة الحالية لا اعتقد أن ملف المصالحة سيلقى حلا قريبا وسيؤجل بعض الوقت.

المسار الرابع هو أن أي حل في موضوع التهدئة أو التوصل إلى اتفاق لن يكون الا بتوافق وطني مع القوى والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ولن تنفرد حماس بالموضوع رغم أنها تفاوض وتتحاور؛ ولكن هذا الأمر ليس بعيدا عن الفصائل ولا اعتقد أن حماس يمكن أن تمارس الدور الدي تمارسه فتح مع القوى والفصائل، وطالما ارتضت حماس الشراكة والوحدة فلا اعتقد أنها يمكن أن تتخلى عنها وربما عقد لقاء مع القوى الفصائل لوضعها فيما هو مطروح لمعرفة موقفها لأن دون ذلك لن تقدم حماس بالتوقيع على أي اتفاق دون أن توافق بقية القوى.

هذه في اعتقادي الموضوعات التي تناقشها قيادة حركة حماس في الشأن الفلسطيني ولكن لا يمنع أن يتم مناقشة قضايا تنظيمية في هذا اللقاء الذي يضم المكتب السياسي للحركة، وعليه هذا الذي يجري ما كان له أن يكون لولا مسيرات العودة وكسر الحصار التي أعادت القضية الفلسطينية إلى اهتمامات العالم من جديد وحركت الوضع في قطاع غزة ونبهت العالم إلى خطورة استمرار الحصار.

اخبار ذات صلة