قالت مدير مؤسسة الشهداء والجرحى التابعة لمنظمة التحرير انتصار الوزير، إنّ المؤسسة تفاجأت بقرار الرئيس محمود عباس احالة مدير المؤسسة في غزة للتقاعد، "حيث صدر بحقه قرار مشابه سابقًا ونجحنا في اعادته، واليوم متفاجئون من القرار".
وحول تفاصيل ما حدث بشأن تدخل الهباش في مكرمة الشهداء، أوضحت الوزير لـ"الرسالة نت" أن هناك حصة لرئيس السلطة من المكرمة ويقدر عددها بـخمسين اسمًا في غزة وخمسين في الضفة، حيث يعمل على اختيار هذه الأسماء ويرسلها بكشوفات معتمدة لمستشاره للشؤون الدينية محمود الهباش ويرسلها للمؤسسة من أجل العمل بها.
وذكرت أن الهباش أرسل الكشوفات للمؤسسة، و"الخطأ حصل من الافراد العاملين في المؤسسة حيث تجاوزوا الاعداد المطلوبة وحصلوا على جوازات أكبر من العدد المطلوب".
وبيّنت أن المؤسسة عاقبت هؤلاء الموظفين "الذين أوقعونا في حرج مع الجمهور"، و"منعتهم من السفر ضمن البعثة الادارية".
وأشارت إلى هذه الكشوفات تتضمن استثناءات "بعضها قد يكون من مرضى السرطان او الحالات الاجتماعية التي تصل لمكتب الرئيس"، على الرغم من أن هذه المنحة مخصصة لعوائل الشهداء!.
وردًا على سؤال حول شبهات الفساد التي تتم حول بعض الاسماء المتواجدة كشوفات الرئيس، أجابت: "أنفي ذلك نفيا قاطعاً وهناك اتفاق على معايير محددة ضمن سنوات زمنية معينة، باستثناء كشف الرئيس الذي يصل حاملا تلك الاستثناءات وغالبيتهم من الحالات الاجتماعية".
حديث الوزير يتنافى مع أحد المقربين من النحال الذي كشف لـ"الرسالة" أن كشوفات الهباش التي تضمنت 54 اسمًا، احتوت على 11 شخصًا من اقربائه واصهاره ومن يعيش في منطقة الوسطى مسقط رأسه.
وقال المصدر لـ"الرسالة نت" إنه جرى ترتيب منحة مكرمة الشهداء للحج وتحديد المعايير للأسماء من مدة (6/1/2006- 30/4/2006)، وشرعت المؤسسة باخطار من تم اختيارهم ضمن هذه المعايير وجلبت جوازات سفرهم وجمع الأموال منهم.
وذكر أن النحال تفاجأ في اليوم الأخير من ترتيبات المكرمة، بكتاب وصله من محمود الهباش مستشار رئيس السلطة محمود عباس للشؤون الدينية، يضم اسماء 54 حاجًا، طلب منه وضعهم ضمن المنحة ولا تنطبق عليهم شروطها.
ويضيف المصدر: "هنا رفض النحال الاستجابة لعدم مصادقة الرئيس عباس على هذا الكتاب؛ ليتفاجأ بعد يومين بتوقيع الكتاب من طرف عباس".
وذكر أن هذه الاسماء في غالبيتها من منطقة الوسطى التي كان يقطن بها الهباش، وعدد من أقاربه وأصهاره، ولا تنطبق عليهم الشروط فمنهم عوائل استشهد ابناؤها عام 2016 ومنهم في بداية التسعينيات.
وأشار إلى أن جودة بدأ بتطبيق القرار من خلال رفع بعض اسماء عوائل شهداء شهر ابريل؛ الأمر الذي اثار احتجاجات عارمة وسط عوائل الشهداء، مما دعاه للتوقف عن استكمال هذه الاجراءات.
ولفت إلى أن النحال تفاجأ يوم الخميس الماضي، بصدور قرار من رئيس السلطة يحيله للتقاعد.
ومتوقع أن تصل انتصار الوزير مديرة المؤسسة يوم الاحد المقبل لغزة، من أجل الوقوف على تفاصيل هذه الأزمة، فيما توقع المصدر ان يعمل الهباش على تمرير هذه الاسماء.