بإضرابهم عن الطعام

مكتوب: موظفو أونروا يسيرون على درب الأسرى في انتزاع حقوقهم

احتجاجات موظفي الأونروا
احتجاجات موظفي الأونروا

الرسالة نت - براء الشنطي

تصاعدت حدة الفعاليات التي ينظمها اتحاد موظفي أونروا ضد سياسة الفصل التي انتهجتها مؤخراً، فبعد إعلان الاعتصام داخل المقر الرئيسي بمدينة غزة ثم البدء بنزاع مع إدارتها، اتخذ المعتصمين قراراً بالإضراب المفتوح عن الطعام، نتيجة لتعنت المؤسسة الدولية.

ومنذ إعلان المعتصمين الإضراب تم نقل اثنين منهم إلى المستشفى نتيجة تدهور في الحالة الصحية، فيما يواصل المئات من زملائهم وعائلاتهم الاعتصام للأسبوع الثاني على التوالي داخل المقر، محملين إدارة أونروا المسؤولية الكاملة عن حياة الموظفين.

الانتصار بالأمعاء الخاوية

ماهر الملخ والذي هجّرت عائلته من مدينة اللد هو أحد الموظفين الذين تم فصلهم والاستغناء عن خدماته، وكان يعمل مشرفاً للصحة النفسية ومسؤول عن عشرين مرشداً يعملون في مدارس أونروا، قرر البدء بخوض الإضراب عن الطعام تطوعاً قبل إعلان الاتحاد بأربعة أيام، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية ونقله إلى المستشفى.

ويروى أحد زملائه الذي رافقه لتلقي العلاج لـ "الرسالة" أن الملخ يعاني من أمراض مزمنة، مثل ضغط الدم المزمن، وعدم انتظام ضربات القلب، وهذه الفئة من المرضى ينصح الأطباء بعدم خوضهم إضراباً عن الطعام لتأثيره على صحتهم، إلا أنه أصر على المخاطرة بصحته والبدء في هذه الخطوة حتى نيل حقوقه.

وأشار زميل الملخ أنه تيمنا بالأسرى في سجون الاحتلال، أنهم كانوا ينتصرون على السجان الإسرائيلي حينما ينتقص من حقوقهم بأمعائهم الخاوية، فأراد أن ينتصر لقضيته العادلة ونيل حقوقه التي تريد سياسة أونروا حرمانه منها عن طريق هذه الخطوة، خاصة وأن قضية الأسرى واللاجئين هي من الثوابت الفلسطينية التي لا يمكن التنازل عنها.

وأوضح أن خوضهم الإضراب عن الطعام جاء بعد شعورهم بالتجاهل الواضح من إدارة الوكالة ورفضها الاستجابة لمطالبهم، منوهاً إلى أنها تعتبر من الوسائل السلمية التي توصل رسالتهم إلى العالم، وتدحض رواية أونروا التي تحاول الترويج إلى الاعتصام غير سلمي.

وأكد أن إدارة أونروا تقطع الكهرباء عن المعتصمين، وهي فقط تنير المكان خلال ساعات وصل الكهرباء من الشركة، أما باقي الوقت فإنها تشغل المولدات الكهربائية للإنارة التي تتواجد فيها كاميرات المبنى أو الخدمات الخاصة بهم وتقطعها عن المعتصمين، إضافةً إلى نقص في وصول المياه للحمامات، نتيجة الأعداد التي تواصل الاعتصام داخل مقر أونروا.

ديوان أهالي اللد في قطاع غزة حمل في بيان له مدير عمليات أونروا في غزة ماتياس شمالي المسؤولية عن حياة ابنهم ماهر الملخ، ودعمهم لخطوات الموظفين المعتصمين حتى التراجع عن القرار، مطالباً الوكالة بالتراجع عن قراراتها التي وصفها بالتعسفية والظالمة، وتحمل مسؤولياتها في خدمة اللاجئين الفلسطينيين.

الإضراب حق

وقد شاطر الملخ زميله مفيد عيد والذي هجر الاحتلال عائلته من المغار بالإضراب قبل إعلان الاتحاد، وبالتدهور في الحالة الصحية وتحويله إلى المستشفى لتلقي العلاج، وهو الذي كان يعمل مرشدا نفسيا في مدارس أونروا ضمن برنامج الصحة النفسية.

عيد قال في حديث لـ"الرسالة": "كنت من المعتصمين منذ اليوم الأول داخل مقر الوكالة، وواصلت الليل بالنهار في التضامن مع نفسي وزملائي، ومنذ أسبوع قررت خوض الإضراب المفتوح عن الطعام رفضاً لقرار فصلي عن العمل".

وأوضح أنه تعرض يوم السبت لدوار وإغماء تم نقله على إثرها للنقطة الطبية في مكان الاعتصام، والذين قرروا تحويله إلى مستشفى الشفاء بصورة عاجلة، فقد كان ضغطه منخفضا جداً، واضطراب في ضربات القلب، وبعد نقله للمشفى تحسنت حالته الصحية إلى حد ما.

وأشار إلى أنه لجأ لهذه الخطورة لظروفه الخاصة، فهو يعيل أسرتين مكونة من زوجتين وعدد من الأبناء، وعليه استحقاقات مالية واجبة السداد، وأنه على استعداد لاستخدام أي وسيلة حتى لو كانت على حساب روحه ودمه من أجل الوقوف ضد قرار الإدارة في غزة التي وصفها بالظالمة.

وعن عودته إلى الاعتصام نوه عيد أنه بعدما سمح له الأطباء الخروج من المستشفى، وصفوا له ذلك الخروج أنه حذر، ويجب أن يبقى في راحة بالبيت لمدة أسبوع حتى يتماثل للشفاء، لكنه يرفض ذلك وأن ينتظر أن تتعافي صحته قليلاً ليعود إلى مشاركة زملائه، معتبراً أن اعتصامه داخل مقر أونروا واجب عليه، للتضامن مع نفسه ومع زملائه الذين طالتهم قرارات الفصل.

اتحاد الموظفين وفي بيان له حمل إدارة أونروا المسؤولية الكاملة عن حياة الموظفين المضربين عن الطعام، وأعلنت إلى خطوة الإضراب المفتوح عن الطعام، بهدف إيصال رسالة المعتصمين تمسكهم بحقهم في الوظيفة والحياة، مشيراً إلى أنه سيتم التواصل من قبل الاتحاد مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومؤسسات حقوق الإنسان وإرسال أسماء الزملاء الذين انخرطوا في الإضراب المفتوح عن الطعام لمتابعة القضية والتقرير عن ذلك".

البث المباشر