قائمة الموقع

مكتوب: موجة التصعيد.. من يطلق الرصاصة الاخيرة ؟

2018-08-09T13:42:33+03:00
ارشيفية
الرسالة نت - محمود هنية

تعمد الاحتلال "الاسرائيلي" نقل ساحة المفاوضات بين اروقة السياسيين الى الميدان عقب وصول وفد حركة حماس لقطاع غزة من اجل التباحث الداخلي حول ملفات التهدئة والمشاريع الانسانية وصفقة التبادل، لتبدأ جولة مختلفة من التفاوض مع اطلاق قذائفه التي أدت لارتقاء شهيدان من القسام .

التفاوض على وقع النار!، بدأ باطلاق اول قذيفة اسرائيلية غيّر بموجبها الاحتلال قواعد الاشتباك من خلال المساس بالعنصر البشري، في محاولة لكسب المزيد من النقاط على طاولة التفاوض غير المباشر، وسحب نقاط القوة من الخصم في مشهد أقرب به الى لعبة "الشطرنج" لتجد "إسرائيل" نفسها محاصرة، بانتظار أن ينجح طرف ما في "كش الملك"!".

وفق الخبراء الاستراتيجيون، فإن المؤسسة العسكرية التي تباينت كثيرا مع نظيرتها السياسية في "إسرائيل" حول ملف التعامل مع القطاع، وكانت اقرب فيها الى ضرورة التوصل لحل سلمي، لا سيما وأن أي معركة مقبلة ستخلو وفاضها من الأهداف السياسية، وجدت نفسها في فخ المؤسسة السياسية التي دفعتها لخوض تفاصيل هذه المواجهة.

ووجدت المؤسسة الاسرائيلية نفسها أمام معضلة "الرصاصة الأخيرة" التي تسعى للاحتفاظ بها في محاولة للحفاظ على ماء وجهها امام الجمهور الاسرائيلي الغاضب، الذي بات يرى في قادته مجموعة من الارانب كما صورت بعض وسائل اعلام الاحتلال، الامر الذي حولّ هذه المواجهة لنوع من "استعراض العضلات" ودفعها في حسبة دقيقة للغاية أدق من ميزان الذهب خشية الوصول الى مواجهة مفتوحة لا يريدها الطرفان.

وقوع المؤسسة العسكرية في الفخ السياسي، دليل على تخبطها و تورطها في اخفاق القيادة السياسية التي تهرب لهذه اللحظة من تحديد الاهداف السياسية، وتسببّ في وجود انحراف في الاهداف المبدئية التي رسمت لمقايضة المقاومة في المفاوضات غير المباشرة، وفقًا لما يقوله اللواء الأردني المتقاعد والخبير الاستراتيجي محمد ابراهيم خريسات.

يقول خريسات لـ"الرسالة نت"  إن جيش الاحتلال يبحث عن مخرج آمن بعد وقوعه في فخ المؤسسة السياسية التي حاولت استخدامه للضغط على حماس، فعمليا لا يمكنه الولوج لمعركة عسكرية مبهمة الاهداف، كما أن القيادة السياسية لديها هاجس من تحديد الاهداف التي ستوقعها أمام هزيمة محققة داخليا وخارجيًا، وسيجعلها عرضة للمحاسبة.

وذكر خريسات أن التصعيد الجاري لا يخرج عن طوره محاولة للاستعراض، "والحفاظ على الطلقة الأخيرة" التي تريد المقاومة الاحتفاظ بها ترسيخا لمعادلة أن الحرب التي تبدأها" اسرائيل "هي من ستتخذ قرار نهايتها، وقد فعلت ذلك عندما اصدرت بيانها عبر غرفة العمليات المشتركة واعلنت فيه عن انتهاء جولة التصعيد.

البيان أوجد حرجًا للمؤسستين العسكرية والسياسية، فهي من ناحية لم تحقق أي هدف سياسي، ومن ناحية اخرى أحرجتهما امام الجمهور الاسرائيلي الغاضب، وأفقدهما نقاط قوة امامه، "وقلب السحر على الساحر".

من ناحية اخرى يقول الباحث في الدراسات العسكرية والامنية رامي ابو زبيدة ، إن الحاضنة الشعبية بدت ضاغطة وبقوة لدى المقاومة والاحتلال، فالأولى وجدت نفسها مضطرة للرد في ضوء الضغط الشعبي لا سيما في ظل تكرار العدوان، والاخير وجد نفسه محرج ومضغوط امام الكيان في ظل الحالة الراهنة ولجأ لحرب استعراض العضلات.

ويقول ابو زبيدة لـ"الرسالة نت" إنّ الجيش أخبر القيادة السياسية بعدم وجود أهداف سياسية لديه، لذا فهو غير معني بالتصعيد، لكنه سيجد نفسه أمام مستوى معين من المواجهة للاستعراض الداخلي.

ويؤيده استاذ العلوم السياسية في جامعة القدس سعيد زبداني، الذي قال لـ"الرسالة نت" إن ما يحدث اقرب الى شد عضلات، و"كلا الطرفين حذرا بضبط ايقاعات المواجهة بما لا تؤدي الى حرب مفتوحة"، موضحًا ان الهدف من وراء هذه الموجة هي محاولة الاطراف التأثير على طاولة التفاوض غير المباشر.

اخبار ذات صلة