قائمة الموقع

مكتوب: والدة الأسيرة "نورهان عواد" تحتضن خصلة شعرها  

2018-08-12T07:14:36+03:00
صورة
غزة- ياسمين عنبر

شريط طويل من الألم مرّ على قلب وذاكرة والدة الأسيرة المقدسية "نورهان عواد" حين ذهبت لزيارة أسيرة محررة فإذ بها تخرج لها "خصلة شعر" قصتها "نورهان" هدية لأمها.

في كل زيارة لـ "نورهان" تقويها أمها، تشد من أزرها، تربت على كتفها من خلف الزجاج لكنها حين يصرخ السجان أن "انتهت الزيارة" ويطفئ جهاز الهاتف الذي تتواصل فيه معها تبكي كثيرًا وتعود بحسرة كبيرة.

" كان نفسي أكسر كل القزاز اللي بيننا وأحضنها" هذه العبارة التي قالتها والدة الأسيرة "أبو عواد" لها كثيرًا، فزيارة العيد تكون موجعة لقلبها كما أخبرت "الرسالة"، وأي زيارة تعقب مناسبة في بيتهم.

قالتها أيضًا حين أخبرتها "نورهان" أنها تحدت السجن وقهرت السجان وحصلت على معدل 94 بالمائة، تضيف والدتها: "يومها رأيت الزجاج الفاصل حائطًا ضخمًا كبيرًا يحول دون عناقي لابنتي".

ذكريات كثيرة مرت عليها وهي تحتضن جزءًا من "نورهان" التي غيبت قبل ثلاثة أعوام خلف غياهب سجون القهر كانهيار أعصابها في أروقة المحاكم الإسرائيلية الجائرة وطفلتها مقيدة الرجلين واليدين، وحقيبة نورهان المدرسية التي بقيت مركونة في زاوية غرفتها.

كما آهات ابنتها وهي تخبرها أنها تتوجع كلما قفزت فجأة عند أي اقتحام مفاجئ أو عند العد الصباحي، ورصاصات كثيرة تنخز وجعًا في عظام قدمها، وملامح نورهان التي كبرت في السجن كما عقلها الذي نضج مع قساوة السجان.

ثلاثة أعوام غابت "نورهان" عن البيت حتى اليوم، وهو جزء من حكم ظالم أظهر الاحتلال بشاعته وقسوته عند إصداره حين حكم عليها بالسجن لمدة ثلاثة عشر عامًا ونصف.

تحكي والدتها لـ "الرسالة": "كل ذكريات نورهان في البيت أصبحت مؤلمة وإخوتها الصغار يسألون عن موعد عودتها كل يوم، وحقيبتها التي مزقتها رصاصات الاحتلال باقية كما هي في غرفة نورهان بالدم الذي امتلأت به والكتب التي كانت فيها".

وفي الثالث والعشرين من شهر نوفمبر عام 2015 أصيبت "نورهان" وزجت في سجون الاحتلال، ذاك اليوم الذي تعتبره والدة الأسيرة "الأصعب في حياتها".

حيث توجهت "عواد" برفقة ابنة عمتها "هديل" إلى المدرسة وكانتا في الصف الحادي عشر فتفاجأت الأم باتصال من مديرة مدرستهما تستفسر عن سبب غيابهما.

قلق أصاب قلب الأم، وهواجس عصفت بعقلها وقلبها، فكان الأمر غريبًا على نورهان وهديل أن تخرجا من البيت تقصدان المدرسة ولم تصلاها.

خبر "تنفيذ عملية طعن" أشعل النار في قلبها، لا سيما حين أعلنوا أن من نفذ العملية "فتاتان قاصرتان"، حتى وصلهم خبر استشهاد "هديل" وإعدامها برصاصات الاحتلال، وإصابة "نورهان" وتحويلها إلى أقبية التحقيق.

ورغم تغني سطات الاحتلال بحقوق الإنسان فإنها ضربت بعرض الحائط حقوق الأسرى الأطفال، وتعاملت معهم "كمشروع مخربين"، وأذاقتهم أصناف العذاب والمعاملة القاسية والمهينة من ضرب وشبح وحرمان من النوم ومن الطعام، وتهديد وشتائم، وحرمان من الزيارة، واستخدمت معهم أبشع الوسائل النفسية والبدنية لانتزاع الاعترافات والضغط عليهم لتجنيدهم للعمل لصالح المخابرات الإسرائيلية.

كما يعاني الأطفال الفلسطينيون الأسرى في السجون والمعتقلات الإسرائيلية من ظروف احتجاز قاسية وغير إنسانية تفتقر للحد الأدنى من المعايير الدولية لحقوق الأطفال وحقوق الأسرى. فهم يعانون من نقص الطعام ورداءته، وانعدام النظافة.

وتعتقل سلطات الاحتلال في سجونها أكثر من أربعمائة طفل يعانون الأمرين، ويكبرون ويودعون مرحلة الطفولة فيها بعيدًا عن أحضان عائلاتهم.

اخبار ذات صلة