قائمة الموقع

مقال: دمرتم المسحال ولكن لن تدمروا ثقافتنا وفنوننا

2018-08-13T04:54:07+03:00
مصطفى الصواف
الرسالة نت - مصطفى الصواف

ختم الاحتلال الصهيوني تصعيده الأخير على قطاع غزة بقصف مؤسسة سعيد المسحال للثقافة والفنون وباتت أثرا بعد عين، جريمة تكشف حقد الاحتلال على كل شيء يمت بصلة لثقافة وحضارة الشعب الفلسطيني ويعتقد الاحتلال أنه بتدمير مركز المسحال يمكن له وأد الحياة الثقافية في قطاع غزة.

قد يكون الاحتلال نجح في تدمير مبنى عريق له باع طويل في إحياء التراث الفلسطيني؛ ولكن هل نجح في انتزاع هذا التراث من قلوب الناس؟ كم من السنوات عمر مركز المسحال؟ وكم من السنوات عمر التراث الفلسطيني؟ لا مقارنة، فالتراث الفلسطيني لا يحتويه مركز أو بناية ولا يمكن له أن يموت بتدميرها، التراث الفلسطيني الذي يحاول الاحتلال طمسه لم يكن وليد إنشاء مركز المسحال أو غيره من المراكز، التراث الفلسطيني يمتد عبر التاريخ من يوم أن وجد الفلسطيني على الارض، فكيف يمكن انتزاع هذا التراث بتدمير مبنى وهو منغرس في نفوس الملايين من الفلسطينيين.

المسحال كان منارة للعلم، وكان يحاول من خلال النشاط المقدم به أن يساعد على ابقاء الروح الوطنية التي يحاول الاحتلال تدميرها في نفوس الشباب والحفاظ عليها، كان المسحال ساحة للتعارف ومكانا للحوار والنقاش جمع اطياف المجتمع الفلسطيني، كان المسحال مكانا للتأكيد على حقنا في هذه الارض وهذا الارث التاريخي المتوارث من جيل إلى جيل.

لم يكن مركز المسحال أمنيا ولا سياسيا ولا يتبع تنظيما ولا قاعة للتدريب على فنون القتال، لكنه أخطر على الاحتلال من كل ذلك، كان يبث الحياة ويصنع الرجال ويعيد فيهم الانتماء الذي لم يمت يوما، فكان الاستهداف الأعمى والحقد الدفين الذي دفع الاحتلال نحو استهدافه وقصفه وتدميره ولكن هل دمر الاحتلال ما زرعه المسحال في نفوس الشباب؟

صحيح أن الاحتلال لديه القوة للتدمير والتخريب للمباني، هده القوة الغاشمة قادرة على تدمير الحجر وسحق الحديد ولكن تعجز عن المس بالروح الوطنية والانتماء للتراث والحضارة والتاريخ، نعم دمروا المسحال، فهل توقف العطاء؟،هل بات التراث والثقافة مشلولا؟، هل التراث والثقافة محكومة بمبنى أو مكان؟ لا اعتقد أنا وغيري من الفلسطينيين أن الاحتلال تمكن من وقف الحياة في المسحال ليوقف الحياة في نفوس الشباب إلى تحدى الاحتلال وقام على انقاضه بفعالياته الثقافية والفنية ولسان حاله يقول: دمروا المباني ولكن لن تدمروا الثقافة والفنون، دمروا الحجر ولن تدمروا الحضارة والتاريخ، دمرتم المسحال وسنعيد المسحال لسيرته الاولى ومسيرته الرائدة.. سننصب الخيام على أنقاض المسحال ونصنع ما صنعناه داخل المسحال وسنعيد بناءه ليكون مرة أخرى منارة تشع بالنور والأمل، سنبني مسحالا مكان المدمر وسنضع اساسا لمسحال جديد في القدس عاصمتنا بعد تحريرها من دنسكم.

ما كشفه تدمير المسحال أن هذا العدو ليس عدوا للإنسان فقط؛ ولكنه عدو للحضارة عدو للثقافة وعدو للفنون وعدو لكل ما يحمل قيمة فنية حضارية يمكن أن تؤكد على بطلان وجوده، وهنا نؤكد أن تدمير الحجر والبناء لن يؤثر على عمق الانتماء والحضارة والثقافة بل سيدفع لمزيد من التمسك لأنه دليل صحة أننا على حق وأن هذا الاحتلال باطل باطل باطل.

اخبار ذات صلة