بينما يدور الحديث حول اتفاق تهدئة يجري الإعداد له بين المقاومة والاحتلال الصهيوني تتوافد قيادات القوى والفصائل الفلسطينية إلى القاهرة للتداول حول موضوعي التهدئة والمصالحة، وخروج القوى والفصائل الفلسطينية للمشاركة في الحوارين كان بطلب من حماس للجانب المصري بضرورة مشاركة كل القوى المقاومة في حوار التهدئة حتى يكون الجميع على بينة فيما يطرح، وبمشاركة كل قوى المقاومة بالقبول أو الرفض رغم أن مصر كانت ترى أن يتم الحديث في التهدئة بين حماس والاحتلال عبر الوسيط المصري؛ ولكن وجهة نظر حماس مشاركة قوى المقاومة بحيث لا يقول أحد نحن لا نعلم بالاتفاق ومن وقع الاتفاق يتحمل مسئوليته.
حماس تريد من مشاركة القوى والفصائل في المقام الأول عدم التفرد بالقرار وتريد ترسيخ المشاركة والوحدة، وتحمل المسئولية بين الكل الفلسطيني المقاوم فهي تهدئة لو تم التوافق عليها على الجميع الالتزام بها حتى تمضي، لا أن يعمل البعض عن التحلل من هذا الاتفاق كونه لا علم له به ولا بشروطه فيقوم بإطلاق صاروخ أو قذيفة وعندها تتحلل قوات الاحتلال من التزاماتها تجاه الحفاظ على الهدوء مما يشكل خطرا على المواطنين وتؤخذ المقاومة على حين غرة.
كلام وجيه وبناء عليه وافقت مصر على دعوة القوى والفصائل للمشاركة في حوار التهدئة من ثم يكون هناك مشاركة في حوارات المصالحة قاعدة ترسخها حماس في التعامل مع الكل الفلسطيني بعيدا عن الهيمنة والتفرد في القرار وهذا يشكل عنصر قوة لحماس وللمشروع الوطني على حركة فتح أن تتعلم وتتعظ مما تقوم به حماس وتعيد ترتيب أجندتها في موضوع المصالحة والتي سيتم مناقشتها بعد موضوع التهدئة والذي سيكون الحديث فيه بعد التهدئة على أن تقود حماس فريق التفاوض حول التهدئة بعد أن تعلمت من درس التفاوض خلال عدوان الاحتلال عام 2014 والذي ترأسته حركة فتح بقيادة عزام الاحمد الأمر الذي لم يحقق للشعب الفلسطيني ما كان يسعى اليه من ميناء ومطار.
قوى المقاومة تريد هدوء واستراحة للشعب الفلسطيني وإعادة الحياة للقطاع غزة والتقاط أنفاسه بعد أن وصلت الحالة الى الدرك الأسفل، ومعاناة لا حدود لها؛ ولكن ليس بأي ثمن، لأن الهدوء الذي تسعى اليه حماس هو هدوء يشبه استراحة المقاتل يعاد فيه التقاط الانفاس وتعزيز الصمود وتصميد الجبهة الداخلية في محاولة لترميم الواقع الذي يعيشه اقتصاديا وفتح المعابر مع الاحتلال دون شروط وكذلك معبر رفح وتزويد القطاع بالماء والكهرباء كحد ادني ثماني ساعات وميناء أو لسان بحري مرتبط بقبرص غير مرتبط بمصر أو بالاحتلال.
حماس تريد تهدئة عام يجدد بعد عام أو تهدئة تمتد لخمسة سنوات، وتعتقد أن تهدئة لمدة خمسة سنوات يغاث فيها الناس أمر أفضل من تهدئة عام تجدد بعد عام وهكذا في مدة لا تزيد عن خمسة سنوات وبعدها يكون هناك حديثا مختلفا.
وهنا نقول لحماس وقوى المقاومة أن التهدئة لو تمت يجب أن لا تكون للاسترخاء لأن عدونا غادر ولا يؤمن جانبه، وأن المقاومة يجب أن تبقى أيديها على الزناد خشية غدر الاحتلال، وأن تستثمر هذه السنوات في تطوير أدوات المقاومة وبجهد عال، لأن هذه التهدئة لن تكون إلى الأبد وستنتهي بعد السنوات الخمسة أو تجدد وفق تقديرات الموقف للمقاومة وما يمكن أن تكون عليه شروط تجديدها.
وهنا يسأل سائل وما يضمن الاحتلال؟، نقول لا ضامن للاحتلال الغادر؛ولكن الضامن لالتزام الاحتلال بالتهدئة هو وحدة الشعب الفلسطيني حول مقاومة وقوة المقاومة وغير ذلك فلا ضامن للاحتلال، وعليه علينا الحفاظ على مقاومتنا وتطويرها وأن نعزز وحدتنا وأن نبقي أيدينا على الزناد.