من المقرر أن تتواصل مشاورات ولقاءات الفصائل الفلسطينية في العاصمة المصرية القاهرة حول ملف «التهدئة الطويلة»، حتى يوم غد بعد أن جرى خلال الأيام الماضية إنجاز القسم الأكبر من الاتفاق الذي تتوسط فيه مصر، وذلك بعد أن عاد وزير المخابرات المصرية من تل أبيب، التي زارها لساعات، بإجابات يمكن البناء عليها لإطلاق خطة الاتفاق الذي بات وشيكا.
وحسب مصادر مطلعة لصحيفة "القدس العربي" فإن رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، الذي زار الأربعاء تل أبيب برفقة عدد من مساعديه، والتقى هناك مسؤولين كبارا في الحكومة، في إطار وساطة بلاده القوية لإبرام «التهدئة الطويلة» عاد بإجابات إسرائيلية جيدة على العديد من الملفات والنقاط التي طرحتها المقاومة، ومن أبرزها «ضمانات» التنفيذ، وقضية «الممر المائي» لوصول البضائع لغزة، تساهم في إطلاق الاتفاق قريبا.
وفي" إسرائيل "ذكرت تقارير، تناولت الزيارة، أن الحكومة أبلغت مدير المخابرات المصرية، أنه حال جرى فتح «الممر المائي» بين غزة وجزيرة قبرص، في مرحلة لاحقة من الاتفاق الذي يقوم على مراحل، ستقوم بتفتيش كل سفينة محملة بالمواد التجارية، قبل وصولها إلى غزة.
وكان اللواء عباس كامل، التقى خلال زيارته "لإسرائيل" كلا من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ومستشاره للأمن القومي مئير بن شبات، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» نداف أرغمان.
وهنا يتردد أن «اتفاق المراحل» الخاص بتثبيت التهدئة الجديدة التي يعمل الوسطاء عليها لا ترتبط بجدول زمني، بهدف استمرارها لوقت طويل وغير محدد، يقوم أساسه على «استمرار الهدوء الكامل» للانتقال من مرحلة إلى أخرى، والتي من الممكن أن تصل إلى ست مراحل، تبدأ بإنهاء حصار غزة وفتح المعابر، وتسهيل مرور حركة البضائع، مع إجراءات أخرى تقوم فيها مصر بتسهيل حركة سفر سكان غزة من معبر رفح.
وبالعودة إلى اللقاءات التي تجريها الفصائل الفلسطينية في القاهرة برعاية جهاز المخابرات العامة المصرية، فقد شهدت الساعات الماضية تكثيفا لهذه اللقاءات، بعد انضمام وفود جديدة من فصائل منظمة التحرير لتلك النقاشات، التي بدأتها حماس مع «فصائل المقاومة في غزة».
وعقدت اجتماعات ولقاءات للفصائل الجديدة التي وصلت القاهرة وتمثل الجبهتين الشعبية والديمقراطية والقيادة العامة، وحركة الجهاد الإسلامي التي وصل وفدها قبل ثلاثة أيام، وتخلل اللقاءات إطلاع مسؤولي الفصائل من قبل الوسطاء المصريين على نتائج المباحثات التي جرت في تل أبيب مع حكومة نتنياهو، لإرساء الاتفاق قريبا.
ومن المقرر أن تستأنف اللقاءات اليوم السبت، بعد أن عقدت يوم الخميس جلسة مطولة استمرت ما يقارب ست ساعات، بين الفصائل ومسؤولي جهاز المخابرات المصرية. وحسب مسؤول فلسطيني شارك في تلك الجلسة المطولة، فإن المسؤولين المصريين أكدوا على شرعية المطالب التي قدمتها الفصائل الفلسطينية، لإنهاء معاناة غزة، وأكدوا أنهم يسعون مع كل الأطراف الدولية والعربية والمانحين لضمان التطبيق وتوفير كل ما يلزم لذلك.
وقال خالد الأزبط المسؤول في حركة المقاومة الشعبية التي تشارك في الاجتماعات، في تصريح لـ «القدس العربي» إن لديهم «اطمئنانا كبيرا للوصول لاتفاق خلال فترة قصيرة بعد عيد الأضحى المبارك لا تتجاوز الأسبوع»، على أن يحمل «الجداول الزمنية والتفاصيل» لكل مطلب وتطبيقه.
وكان خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، قال إن الفصائل الفلسطينية المجتمعة في القاهرة تناقش ملفات عدة أبرزها اتفاق التهدئة والمصالحة الفلسطينية.
وقال إن الفصائل تسعى لتثبيت وقف إطلاق النار، مقابل رفع الحصار عن قطاع غزة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن الهدف من التهدئة هو» كسر الحصار ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني».
وأشار القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي إلى أن مشاورات الفصائل مع الجانب المصري، ستستمر حتى يوم الأحد القادم.
وأبلغ الوسطاء المصريون مسؤولي الفصائل في اللقاءات السابقة، أن بلادهم تريد «توأمة» مساري المصالحة والتهدئة، حسب ما أكد البطش الذي رحب بالجهود المصرية نحو تحقيق المصالحة.
وقال كذلك إن مصر بانتظار قدوم وفد من حركة فتح للمشاركة في مشاورات الفصائل حول التهدئة والمصالحة، معرباً عن أمله بأن تنجح مصر في رأب الصدع الفلسطيني والتوصل الي تهدئة حقيقية تلبي مطالب الشعب الفلسطيني.وأيضا قال محمد البريم القيادي في لجان المقاومة الشعبية، أحد الفصائل المشاركة، إن اللقاء ناقش ملف المصالحة وكيفية تذليل العقبات والإصرار على تحقيقها لمواجهة التحديات المحدقة بالقضية الفلسطينية.
ونقل موقع لجان المقاومة الشعبية عنه القول إنه تمت بلورة بعض الأفكار المهمة من أجل توحيد الشعب الفلسطيني ورفع المعاناة عنه، إضافة إلى إجراء نقاش مع المسؤولين المصريين حول كيفية تحسين الأوضاع في قطاع غزة. وقال «وضعنا رؤية مشتركة لذلك وستستمر الجهود وتتواصل خلال الأيام المقبلة»، لافتاً إلى أن تلك الجهود ستستكمل بعد عيد الأضحى.
ولفت البريم إلى أن ما يطرحه الإعلام الإسرائيلي بشأن التهدئة «غير دقيق»، وقال «الفصائل الفلسطينية تواصل مشاوراتها ولقاءاتها بالمسؤولين المصريين حتى يوم غد الأحد المقبل».
وتابع «هناك طروحات تقدم من قبل الاحتلال الصهيوني». ومضى يقول «هناك مسافة بين ما يقدمه الاحتلال ومطالب الفصائل الفلسطينية»، مشيرا إلى أن الجانب المصري وعد باستمرار الجهود الرامية للتخفيف عن غزة «بدون توقف».