كشفت مصادر بصحيفة "العربي الجديد" أنّ النظام المصري غاضب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن" وقيادة السلطة الفلسطينية، وصل إلى مرحلة وصفتها بـ"غير المسبوقة"، قائلةً: "ما يهم القيادة المصرية في الوقت الراهن هو التوصّل إلى اتفاق تهدئة في غزة، لإثبات قدرة الإدارة المصرية على القيام بدور الوسيط الإقليمي في قضايا المنطقة، وبعدها سيكون هناك موقف جديد تماماً من أبو مازن".
وتابعت المصادر أنّ الرئيس الفلسطيني "يدرك جيداً طبيعة الموقف في الوقت الحالي، لذلك يضغط للحصول على أكبر قدر ممكن من الامتيازات والتنازلات من جانب حماس من جهة، ومن جانب القاهرة من جهة أخرى".
وكشفت المصادر أنّ الاتصالات التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية، لإثناء أبو مازن عن موقفه الرافض للتجاوب مع الجهود المصرية، والتنازلات التي أبلغت بها "حماس" قيادة جهاز الاستخبارات العامة في القاهرة، "لم تحدث تغيّراً جوهرياً".
ولفتت إلى أنّ "أطرافاً عربية تدخلت باتصالات لدى عباس، أخيراً، لإنجاح جولة المفاوضات التي تستقبلها القاهرة، وتسريع التوصّل لاتفاق تهدئة يقضي بإنقاذ الوضع الإنساني في غزة".
وأشارت إلى أنّ وفد فتح الذي يزور القاهرة "كان ضمن ثمار الاتصالات الأخيرة مع أبو مازن".
في المقابل أوضحت مصادر "حماس" التي تحدثت لـ"العربي الجديد" أنّ المشاورات الفصائلية المتعلّقة بالهدنة مع الاحتلال "وصلت إلى مراحل متقدّمة"، وأن "هناك توافقاً بين الفصائل على نحو 90 في المائة من بنودها، والجانب المتبقي يعدّ مجرّد فروع وبعيد عن الثوابت الأساسية"، لافتة إلى أنّ "المانع في التوصّل لاتفاق متوقف على حركة فتح والسلطة الفلسطينية".