طالب الاحتلال الإسرائيلي بإجراء تقليص تدريجي لميزانية وكالة غوث وتشغيل الاجئين الفلسطينيين (أنروا) التابعة للأمم المتحدة، معتبرة أن تقليص ميزانية الوكالة بشكل كبير، مثلما تخطط لذلك الإدارة الأميركية، سيؤدي إلى وقف الخدمات الأساسية التي تقدمها في قطاع غزة.
وذكر موقع صحيفة "هآرتس" الالكتروني اليوم، الأحد، أن مسؤولين في جهاز الأمن الإسرائيلي وضعوا تحذيرا أمام حكومة الاحتلال مفاده أن تقليصا غير تدريجي في ميزانية "أونروا" من شأنه أن يحدث فراغ في منح الخدمات الأساسية في القطاع، وخاصة في مجالي الغذاء والتعليم.
وجاء هذا التحذير الأمني الإسرائيلي ليس من منطلق القلق تجاه المواطنين الفلسطينيين في القطاع، وإنما من منطلق أن حدوث فراغ كهذا "ستستغله حماس من أجل تعزيز قوتها في القطاع".
وترددت أنباء مؤخرا عن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تعتزم تقليص الميزانية التي تقدمها الولايات المتحدة لـ"أونروا" من خلال سلسلة خطوات ضد الوكالة الأممية وتستهدف اللاجئين الفلسطينيين. وستزعم الإدارة الأميركية، بتقرير في هذا السياق، تقدمه في بداية أيلول/سبتمبر المقبل، أن عدد اللاجئين الفلسطينيين هو نصف مليون، وليس حوالي خمسة ملايين لاجئ وفقا لإحصائيات وتقارير الأمم المتحدة، وأن مكانة اللاجئ لا تنتقل من جيل إلى آخر.
وستعلن الإدارة الأميركية من خلال هذا التقرير، وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، عن تجميد تمويل "أونروا" في الضفة الغربية أيضا ومطالبة الاحتلال الإسرائيلي بتقييد عمل الوكالة. ونقلت "شركة الأخبار" (القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي سابقا) عن مصادر في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، قولهم إن الإدارة ستعلن عن خطواتها هذه في التوقيت المناسب.
والولايات المتحدة هي الممول الأكبر لـ"أونروا"، ويصل حجمه إلى 360 مليون دولار سنويا. وأعلنت في نهاية الأسبوع الماضي عن تقليص التمويل للفلسطينيين بمبلغ 200 مليون دولار، وهي أموال لا تصل إلى خزينة السلطة الفلسطينية وإنما لمؤسسات إنسانية واقتصادية تنشط في الضفة والقطاع.
ويطالب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بتفكيك "أونروا"، بزعم أن الوكالة ترسخ مكانة اللاجئين الفلسطينيين.
وقال نتنياهو في بيان إنه "أؤيد التوجه النقدي للرئيس ترامب وأؤكد أنه ينبغي اتخاذ خطوات عملية من أجل تغيير الوضع الذي تستخدم فيه أونروا لتخليد قضية اللاجئين الفلسطينيين بدلا من حلها".
وقالت "هآرتس" إنه رغم موقف نتنياهو، إلا أن السلطات الإسرائيلية مررت خلال السنة الأخيرة رسائل إلى الإدارة الأميركية قالت فيها إن تقليصا دراماتيكيا ومفاجئا وليس تدريجيا يمكن أن يقود إلى أزمة إنسانية في القطاع وتعزيز مكانة حماس.