قائمة الموقع

مقال: في انتظار الدعوة المصرية.. إما تهدئة أو مواجهة

2018-08-27T06:17:46+03:00
مصطفى الصواف
بقلم :مصطفى الصواف

انتهت إجازة عيد الأضحى المبارك اعادة الله علينا وعلى المسلمين باليمن والبركات، وانتهت مع بداياتها الجولة الأولى لمباحثات القاهرة حول التهدئة بين قوى المقاومة والاحتلال الصهيوني والتي كانت بغياب حركة فتح ممثلة للسلطة الفلسطينية، وأزعم أن المباحثات قطعت شوطا كبيرا في تحديد ماهية التهدئة التي تريدها قوى المقاومة مع الاحتلال الصهيوني وشروطها ومدتها ومتطلباتها والاثمان المراد تقديمها من كلا الطرفين، وأزعم مرة أخرى أن التهدئة المراد التوصل إليها لا تحمل أثمانا سياسية، وأن قوى المقاومة تمكنت من فصل القضايا عن بعضها البعض، فملف التهدئة منفصل عن ملف الاسرى وملف التهدئة والاسرى منفصل عن ملف المصالحة.

الجميع ينتظر دعوة مصر للقوى والفصائل الفلسطينية لاستكمال الحوار، وسبق هذه الدعوة وصول وفد حركة فتح للقاهرة لمعرفة ما توصلت اليه الفصائل من قبل جهاز المخابرات المصرية والذي يشرف على المفاوضات بين قوى المقاومة والتي ارادت حركة حماس أن تكون حاضرة ومشاركة في هذا الحوار وأكدت أكثر من مرة أن لا توقيع على أي اتفاق إلا بحضور الكل الفلسطيني حتى تضمن نجاح أي تهدئة بغض النظر عن المدة الزمنية المقترحة لهذه التهدئة.

وفي المقابل تنتظر وسائل الاعلام الجولة الثانية بعد أن أحبطت الجولة الأولى كل التخمينات التي ثارت عبر المحللين والصحفيين والتي لم تكن تستند إلى مصدر معلوم الهوية أو مصدر له علاقة بما كان يدور سواء في غزة خلال تواجد قيادة حماس أو في القاهرة وكانت مصادر التخمين مجهلة الأمر إلى يضع علامة استفهام حول النوايا من خلال ما كان ينشر او يتم التأكيد عليه في كثير من وسائل الاعلام وكانت النتائج مخيبة للآمال المخمنين أو من يريد التصيد ودق الاسافين.

ثم وقبل الجولة الثانية انبرت حركة فتح كما كانت خلال المداولات التي جرت بالقاهرة الى الحديث عن أن حماس وقعت وان التهدئة بين ساعة وساعة وأن التوقيع يجري بين حماس والاحتلال ووصف ذلك كله بأنه خيانة، وتستكمل حركة فتح أحلامها مؤكدة ان حماس طالبت بمطار في ايلات إضافة الى ميناء في قبرص، تخريصات لا اساس لها في الواقع وهي محاولة للتعبير عما اصابها من خيبة كون المفاوضات تتم بعيدا عنها ودون أن يكون لها فيها رأي أو مشورة، فلو كان عزام الأحمد من يترأس الوفد كونه يمثل (الشرعية) لأصبحت تلك المداولات شرعية وتحقق انجاز كبير للشعب الفلسطيني ولكن كونها غير حاضرة اصبحت خيانة.

من الثوابت التي تحرص عليها قوة المقاومة أن أي منفذ بحري خارج قطاع غزة مرفوض، وأن أي رقابة دون الاسرائيلية ممكنة، فكيف يمكن لقوى المقاومة القبول بمطار في ايلات ( إم الرشراش)، لأن أي منفذ لقطاع غزة يكون للاحتلال فيه سيطرة أو رقابة يبقي القطاع تحت سيطرة الاحتلال وهذا أمر مرفوض، حتى أن المقترح المصري بان يكون المنفذ البحري عبر السويس او بورسعيد موفوض، وعدم خشية قوى المقاومة من الرقابة الدولية هو أن هذه المنافذ هي مدنية سلمية غير قابلة للتحول بأي لحظة إلى وسيلة لنقل الادوات القتالية لأن المقاومة لديها وسائلها لنقل العتاد العسكري بطريقتها الخاصة.

ننتظر الدعوة المصرية لقوى المقاومة للحضور للقاهرة لاستكمال التباحث حول التهدئة ومن ثم ننتظر مؤتمرا صحفيا فلسطينيا أو فلسطينيا مصريا يعلن التوصل او يعلن الفشل في التوصل للاتفاق تهدئة وبعد ذلك يتم الحديث عن اسباب الفشل وهل هناك إمكانية لجولة ثالثة من التفاوض أو لجولة مواجهة بين المقاومة والاحتلال وحتى يتم ذلك نؤكد أن مسيرات العودة مستمرة ولن تتوقف طالما لم تحقق الأهداف التي وضعت لها وتبقى وحدة الشعب الفلسطيني في الميدان تؤكد إمكانية التوحد وتشكيل جبهة فلسطينية وطنية جامعة لمواجهة كل ما يخطط للشعب والقضية إذا خلصت النوايا.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00