شهدت أسعار الدواجن في قطاع غزة انخفاضا ملحوظا خلال الشهر الجاري، بفعل تجنب الغزيين شراءها بسبب الأزمة الاقتصادية وضعف القدرة الشرائية، واقتنائهم للحوم الحمراء (الأضاحي) خلال أيام عيد الأضحى المبارك.
وأعرب تجار الدواجن عن استيائهم من انخفاض الأسعار، منوهين إلى أنهم قللوا استيراد "البيض الفاقس" خلال الشهرين الماضيين، ومع ذلك بقي الانخفاض مستمرا.
وتجدر الإشارة إلى أن سعر كيلو الدواجن وصل مع إطلالة عيد الأضحى إلى سبعة شواكل، في حين أن سعره قبل بداية الشهر الجاري وصل إلى 11 شيكلا.
استياء المزارعين
وتذمر صاحب مزرعة الدواجن خالد العطار من انخفاض أسعار الدجاج، منوها إلى أنه اضطر إلى بيع دفعة كبيرة من الدواجن برأس مالها قبل العيد بيومين.
وقال العطار الذي تقع مزرعته في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة: "يجب علينا بيع الدواجن عند عُمر معين لأنها إذا كبرت فلن نجد أحد يشتريها"، مشيرا إلى أن خسائرهم تستمر إلى ما بعد انتهاء العيد بأسابيع.
وذكر أن الخسائر التي لحقت بمزرعته خلال عيد الأضحى الماضي دفعته إلى تقليل كميات الدواجن مع حلول "الأضحى" هذا العام.
وأضاف العطار: "استطعت بيع كميات قليلة من الدواجن بسعر يضمن لي هامش ربح بسيط، فيما بعت باقي الدواجن بسعر رأس المال مع بعض الخسائر".
بدوره أعرب المواطن فادي سلمان عن ارتياحه لانخفاض أسعار الدواجن، مشيرا إلى أن سعرها بات منخفضا جدا، رغم عجز الكثير من المواطنين شرائه.
ويتمنى سلمان الذي قابله مراسل "الرسالة" وهو يشتري الدجاج من سوق مخيم جباليا شمال قطاع غزة، أن يستمر سعر الدواجن على ما هو عليه الآن طوال العام، لافتا إلى وجود أعداد كبيرة من الغزيين الذين لا يقوون على شرائه بأسعار أعلى من ذلك.
ودعا الحكومة إلى ضرورة تثبيت سعر كيلو الدجاج عند عشرة شيكل أو أقل، مبيّنا أنه يصل في بعض الأحيان -الكيلو- إلى خمسة عشر شيكلا ويزيد.
ومع حلول عيد الأضحى المبارك، تشهد أسعار الدواجن انخفاضا كبيرا بسبب لحوم الأضاحي والتي تعتبر سلعة بديلة للدواجن.
وللحد من الانخفاض، أكد مدير دائرة الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة المهندس طاهر أبو حمد أن وزارته منعت استيراد جميع أجزاء المجمد ابتداءً من أمس الأحد.
وقال أبو حمد في حديث لـ"الرسالة" إن سبب منع استيراد المجمد يعود للخسائر الكبيرة التي لحقت بالمزارعين بسبب الانخفاض، حيث أن المزارع يبيع كيلو الدواجن بستة شواكل وهي أقل من رأس المال.
وأشار إلى قرار منع استيراد المجمد من شأنه أي يدعم المزارع ويرفع السعر قليلا، مشيرا إلى أن سعر الدواجن من المزرعة 6 شواكل وتصل للمستهلك بـ 7 شيكل.
وفي ظل الأزمة الاقتصادية وقطع الرواتب، ضعفت القدرة الشرائية لدى المواطنين وهو ما أدى إلى انخفاض متوقع بالأسعار، لضعف الطلب.
ولفت أبو حمد إلى أنه في ظل انخفاض الطازج من الدواجن فلن يكون هناك توجه لشراء المجمد لتقارب الأسعار.
ونتيجة لتذبذب أسعار الدواجن بين فترة وأخرى، تلجأ وزارة الزراعة لاتخاذ قرارات من شأنها الحد من الانخفاض أو الارتفاع الذي يضر بالمواطن والمزارع، لتُبقي على الأسعار متوسطة.
ويوجد في قطاع غزة العشرات من مزارع الدواجن تنتح قرابة مليوني دجاجة شهريا، و19 فقاسة للتفريخ وإنتاج الصوص، ومصنعا أعلاف.