مكتوب: ماذا دار بين عباس وشارون في "المزرعة" عام 1995؟

عباس وشارون
عباس وشارون

غزة- الرسالة نت

قال حسن عصفور الوزير الفلسطيني السابق، إنهُ في ظل حياة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "أبو مازن"، لنْ يَكون هُناك مُصالحة وطنية، لأنَّ أي مُصالحة وطنية تَعني وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، وفك الارتباط الاقتصادي بالاحتلال، وتطبيق قرارات المجلس المركزي، وإعادة تشكيل مُنظمة التحرير على أسس الوضع السياسي الجديد بما فيها حماس والجهاد.

 وأضاف "عصفور"، خلال لقائهِ ببرنامج "وراء الحدث"، المُذاع على شاشة "الغد" الإخبارية، أنَّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لا يَستطيع أنْ يُغضب الاحتلال الإسرائيلي إطلاقًا، ولا يُريد فك الارتباط لا اقتصاديًا ولا أمنيًا مع الاحتلال الإسرائيلي.

وألمح عصفور إلى أن عباس يعرف ماذا قدم للاحتلال منذ عام 1995 حينما التقى رئيس حكومة الاحتلال الأسبق أرئيل شارون في مزرعته "حفات هشكميم" بالنقب.

وبالبحث عن تفاصيل اللقاء الغامض الذي جرى بين الرجلين فقد قال عصفور في لقاء سابق أن ما يجري حالياً من تفاصيل صفقة القرن يتوافق مع خطة شارون التي طرحها عام 1995 والتي عرف بها عباس قبل غيره في مزرعة شارون بالنقب، حيث التقاه وأطلعه على خطته، والتي تضمنت الخروج الإسرائيلي من قطاع غزة، وهو ما تم بالفعل بعد عشر سنوات، بالضبط في عام 2005، وتحويل الضفة الغربية إلى مجموعة كنتونات يربط بينها طرق وممرات بشكل ما.

وأكد عصفور أن ما يحدث حالياً هو تطبيق "خطة شارون"، أما "خطة ترامب" فهي نفسها، مع تعديلات في الشكل، واستغرب نسيان الجميع الآن ما كان يشغل مساحات في المفاوضات حول إيجاد تواصل ما بين الضفة والقطاع: طريق ما، ممر تحت السيطرة، ما بين الضفة وغزة، الآن نسوا الطرق وتوقف الجميع عن الحكي عنه.

وما يؤكد تصريحات عصفورحديث سابق لجلعاد، نجل شارون، عن ذات اللقاء وذكر حادثة قال انها تدلل بشكل لا يقبل التأويل على الطابع الخاص لتركيبة محمود عباس النفسية، وهذا يعين على فهم الخلفية التي يبلور على أساسها مواقفه.

يقول جلعاد، إنه خلال أول اجتماع جرى بين عباس -الذي كان يشغل منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير- ووالده في شتاء 1995، بمنزل شارون، الكائن في مزرعة "حفات هشكميم "، التي تقع للشرق من مدينة "سديروت"، وكان شارون في ذلك الوقت، مجرد نائب عن حزب الليكود.

فوجئ شارون عندما توجه إليه عباس شاكراً إياه على طرده منظمة التحرير الفلسطينية وقواتها من لبنان عام 1982، عندما كان شارون يشغل منصب وزير الحرب.

ويضيف جلعاد أن والده (بلع ريقه)، وسأل عباس مستهجناً عن السبب في تقديمه الشكر على ذلك، فكان رد عباس المدوي: " لأنه لولا ما قمت به يا سيدي لما كان هناك تيار داخل منظمة التحرير يطالب بتسوية الصراع مع (إسرائيل) بالوسائل السلمية"!

بالمناسبة، هذه الرواية التي ذكرها جلعاد شارون، سبقه - وإن بتفاصيل أقل - ناحوم برنيع، كبير المعلقين في صحيفة " يديعوت أحرنوت ".

عباس يشكر شارون لشنه حرب لبنان الأولى، التي قتل فيها آلاف الفلسطينيين واللبنانيين، على أيدي جنود شارون وعملائه من " الموارنة "، لمجرد أن هذه الحرب الطاحنة قد وفرت الأجواء لعباس ومن هم على شاكلته على الخروج من القفص والمجاهرة بطرح أفكارهم التفريطية.

ولن يكون من الغريب أن يشكر عباس رئيس حكومة الاحتلال الذي ارتكب جرائم حرب وابادة ضد الفلسطينيين وهو الذي وصفه عام 1998 وبعد التوقيع على اتفاق واي بلانتيشن بالقول "شارون الطيب الذي تغير ولم يعد ذلك الرجل الذي عرفناه في صبرا وشاتيلا " وأن " الرجل عادي وخارج المفاوضات يصبح أقرب إلى الفلاح منه إلى العسكري وأنه أي شارون: عبر عن تقديره للإنسان الفلسطيني".

ومن المفارقة أنه في ذات العام الذي التقى فيه شارون بمزرعته عام 1995 صاغ وثيقة عباس - بيلين والتي كانت أول تصريح منه بالتنازل عن الثوابت كالقدس واللاجئين، وكان من أوائل من خرق المحرمات، يوم كان خرقها جريمة وخيانة، وربما كان أول من وقع اتفاقية من الجانب الفلسطيني مع الجنرال ماتيتياهو بيليد التي أدت إلى إعلان مبادئ "السلام" مع (إسرائيل) على أساس الحل بإقامة دولتين، المعلن في مطلع 1977.

عباس لم يختلف في السابق عن 2018 وهو يصرح بالأمس خلال لقائه وفدا إسرائيليا هو الثاني خلال أسبوع قائلاً: "ألتقي برئيس الشاباك بصورة منتظمة، ونتفق على ٩٩٪؜ من القضايا"، "الولايات المتحدة عرضت علينا دولة كونفدرالية مع الاردن سأوافق عليها اذا كانت إسرائيل جزءا منها".

البث المباشر