أكد محمد الهندي مسؤول دائرة شؤون الجرحى في حركة حماس أن ملف جرحى مسيرات العودة تم تحويل جزء من مسؤولياته لملف الجرحى، ما أضاف عبئا كبيرا كون دائرته أصبحت من مهمتها استقبال كل الجرحى من كافة الفصائل وملزمة الآن بتقديم العلاج لـ 18 ألف جريح.
وقال " هناك 8 آلاف جريح يحتاجون لعلاج فعلي ومستمر ورعاية دورية ومستلزمات طبية بشكل دائم ومتابعة منزلية بشكل كامل منذ خروجه من المستشفى حتى تماثله للشفاء غير المساعدات النقدية التي تقدمها الحركة للجرحى".
ويلفت إلى أن دائرة شئون الجرحى في حركة حماس كانت حتى فترة قريبة مختصة بأبناء الحركة وكتائب القسام وينحصر عملها في هذا الإطار، مؤكدا أن هناك مؤسسات كثيرة تندرج تحت مظلة ملف الجرحى وتخدم الجرحى بشكل عام.
وكانت حركة حماس قد أعلنت في شهر أبريل الماضي على لسان الناطق باسمها حازم قاسم عن صرفها لمساعدات مالية لجرحى مسيرات العودة قائلا "لن تعوضهم عما فقدوه، ولا تساوي ما قدموه من تضحية من أجل شعبنا وقضيتنا العادلة".
وأكد أن ما قدمته حركة حماس "يأتي في إطار مسؤولياتها المجتمعية والوطنية في تعزيز صمود شعبنا في نضاله للعودة والحرية وكسر الحصار".
وأوضح الناطق باسم حركة حماس أن الحركة ساندت عائلة كل مصاب بجروح بليغة بمبلغ 500 دولار، وكل مصاب بجروح متوسطة بمبلغ 200 دولار، وذلك اعتماداً على تصنيف وزارة الصحة للجرحى.
ويقسم الهندي ملف الجرحى لخمس دوائر وهي دائرة شؤون الجرحى والتي تعتبر الدائرة المركزية والتي تعمل على تقييم المؤسسات العاملة في ملف الجرحى التابع للحركة، وهناك دائرة مخصصة بالكفالات المالية لجرحى الحركة والقسام، وذلك حسب ضوابط وسياسات معينة وضعتها الدائرة وهي التي تتحكم بأحقية الجريح المالية، لافتا إلى أن هناك ما يسمى اعتماد مالي مؤقت للجريح الذي يرجى شفاؤه وهناك اعتماد آخر دائم لمن تسببت اصابته بإعاقة دائمة لا يشفى صاحبها.
ويلفت الهندي إلى أن المؤسسة تشرف أيضا على جرحى الإعاقة الدائمة براتب شهري يكفل له حياة شريفة وكريمة، ويتم تحديده حسب عدد أفراد العائلة وتتفاوت الرواتب التي تصرف كل ثلاثة شهور بين 700 دولار إلى 1200 دولار حسب تقييم المؤسسة لوضع العائلة، وينوه الهندي على أن هذا الملف " ملف الجرحى" يعمل بهذه الصورة منذ أكثر من عشرين عاما، ويقدم خدماته لـ1400 جريح ذوي الإعاقة الدائمة ويقدم خدمات لـ700 جريح بشكل شبه دائم.
ويذكر أن حركة حماس كانت قد شكلت قبل سنوات ما يسمى ملف الجرحى والتي يشرف على متابعة جرحى الحركة بما يشمل ذلك من تكاليف مالية وعلاجية، وقد بدأت منذ مسيرات العودة بالإشراف على كل الجرحى من كل الفصائل ودون النظر لانتماءات سياسية تقديرا منها للمرحلة الاقتصادية الصعبة التي يمر بها أهالي القطاع في ظل ازدياد حدة الحصار المفروض عليهم.
ويكمل الهندي حديثه عن دائرة ثالثة تقدم مساعدات صحية لكافة الجرحى من مستلزمات طبية وادوية واسرة وأدوات مساعدة لمصابي الأطراف مثل الكراسي المتحركة، والعلاج الطبيعي، وتتكفل به منذ خروجه من المستشفى حتى تماثله إلى الشفاء.
ومن ضمن الدوائر حسب ما قاله الهندي دائرة تختص بالعمليات الجراحية، حيث كانت تتكفل الحركة بنفقات العمليات الجراحية لأبناء كتائب القسام من البداية إلى النهاية لافتا إلى أن هناك مقرات لدوائر مختلفة في مناطق القطاع من الشمال الى الجنوب.
ويضيف الهندي: دائرة العلاج بالخارج ومقرها تركيا، حيث ترسل الحركة أسماء الجرحى للعلاج هناك، مشددا على مسؤولية الدائرة بعد عرضه على اللجان الطبية في غزة والتي تقرر سفره وعلاجه هناك، بالإضافة للمرافق والمصاريف الشخصية.
وعن التعاون مع الفصائل الأخرى أشار الهندي إلى أن اعتماد كل الفصائل يقع على عاتق الملف مؤكدا على استمرارية التواصل والتعاون معهم.
ويلفت الهندي إلى وجود لجان في كل منطقة، وظيفتها الاشراف على جرحى كل منطقة والتواصل مع الدائرة الرئيسية للنظر في شكاوي الناس وتقديم العلاج للجرحى كل على حسب حالته.
وعن ملف تحويلات العلاج الى مصر يلفت الهندي أن وضع الجرحى في مصر سيئ لأن السلطة تعطي تحويلات طبية للجرحى دون النظر فيما إذا كانت المستشفيات المصرية قادرة على استيعابهم أو لا، والسفارة مقصرة في وضع حلول لهم.
ولتجاوز هذا الملف يضيف الهندي: أي مريض معه تحويله طبية نقوم بعرضه على لجنة طبية لتبت في أمره، وترى إذا ما كان فعلا يحتاج لعلاج وتحويله فتوافق وترفض حسب أولويات الحالات الموجودة لأن المريض الذي يحصل على تحويلة ويسافر دون أحقيته لها يأخذ حق مريض آخر يعاني من وضع أكثر صعوبة، وقد وجدنا فعليا أسماء لا تستحق التحويلات العلاجية بعد زيارة ميدانية للمرضى المرشحين للسفر، فمن عدد 56 جريحا وجدنا 27 جريحا من ضمن التحويلات لا يحتاجون لعلاج بالخارج.
وتعمل الدائرة الآن على مسألة الوفود الخارجية وتحاول أن تستقطب الوفود الطبية الأجنبية لتساهم في توفير علاجات للجرحى والقيام بعمليات جراحية في ظل هذه الأزمة على حد قول الهندي