كشفت صحيفة إسرائيلية، عن الهدف الذي سعى لتحقيقيه رئيس السلطة محمود عباس، من طرحه فكرة الكونفدرالية الثلاثية بين كل من الضفة والأردن و"إسرائيل".
وأكد مسؤول أردني كبير تحدث لصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن "رئيس السلطة طرح عن قصد فكرة غير قابلة للتطبيق".
وقال المصدر الذي لم تكشف الصحيفة عن اسمه: "هذا تصريح مخطط ومقصود من أبو مازن، يستهدف إفشال مساعي المصالحة الفلسطينية الداخلية بين حماس وفتح".
وأضاف: "هناك في إسرائيل كثيرون يدعون أن الأردن هو عمليا فلسطين؛ وهذا الأمر نرفضه رفضا باتا، لقد فوجئنا لسماع أبو مازن يقول إنه يؤيد كنفدرالية سياسية تضم الأردن وفلسطين شريطة أن تشارك فيها إسرائيل".
وذكرت الصحيفة في تقريرها، أن هناك "انتقادا حادا من الداخل ومن الخارج لعباس، عقب تصريحه بأنه سيوافق على إقامة كونفدرالية أردنية فلسطينية في الضفة الغربية شريطة أن تنضم إسرائيل إليها".
وأكدت أن "محافل رفيعة المستوى في الأردن، ورام الله، وفي أوساط النواب العرب من القائمة المشتركة في إسرائيل، رفضت بشكل بات الاقتراح الذي طرح على رئيس السلطة الفلسطينية وتأييده له"، مدعين أن عباس كشف عن هذا الاقتراح "مع علمه أن هذه فكرة غير قابلة للتطبيق، لا الآن ولا في المستقبل".
وانتقد مصدر رفيع المستوى في منظمة التحرير الفلسطينية، في حديثه للصحيفة الإسرائيلية، تصريحات عباس، وقال: "هذه فكرة هاذية، وهي حلم اليمين المتطرف في إسرائيل الذين يتطلعون لنقل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية إلى حكم سياسي أردني".
وتابع: "يصعب علينا التصديق أن هذا ليس تصريحا يستهدف وضع العصي في دواليب مساعي المصالحة الفلسطينية الداخلية".
من جانبه، انتقد بشدة رئيس التجمع الديمقراطي النائب العربي في "الكنيست" جمال زحالقة تصريحات عباس وخاصة تلك التي كشف بها أنه يلتقي رئيس جهاز "الموساد" الإسرائيلي نداف أرغمان، وقال: "تباهي أبو مازن بأنه يتفق مع رئيس الشباك في 99 في المئة من المواضيع الأمنية؛ هذه ضربة قاضية".
وأوضح وزير إسرائيلي، أن "أقوال أبو مازن لم تأت من فراغ، بل لأن الفكرة عادت مؤخرا إلى الخطاب السياسي وتوجد على الطاولة"، معتبرا أن "لفكرة الكونفدرالية فضائل عديدة، لإسرائيل و الأردن".
وعلى حد قول الوزير، فإن "عباس لن يوافق على الاقتراح، ولهذا سيكون موضع بحث بعد موته أو تركه الحكم"، مضيفا أنه "عندما تنضج المسيرة؛ فسيعرض اقتراح الكنفدرالية على الفلسطينيين بالتشاور مع الدول العربية، وبالتالي فإنه لن يتبق أمامهم مفر غير الموافقة عليها"، لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض التعقيب على تصريحات الوزير.