قائد الطوفان قائد الطوفان

ماذا لو... نطقت الأريكة؟

المنزل الذي استشهد فيه القائد يحيى السنوار
المنزل الذي استشهد فيه القائد يحيى السنوار

الرسالة نت- خاص

 

"الكنباية اللي ببيتنا أطهر كنبة بالعالم"، هذا ما نشره أفراد من عائلة أبو طه، أصحاب المنزل الذي كان القائد الوطني الكبير الشهيد يحيى السنوار يتحصن بداخله أثناء مشاركته في الصفوف الأمامية لقتال جيش الاحتلال في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، فإذا كان هذا هو تعليق صاحب المنزل فما هو تعليق الأريكة "الكنباية" لو نطقت؟
هذه الأريكة.. الشاهد الأقوى والأصدق على تفاصيل ما حدث، تراها ستحدثنا عن رائحة المسك التي فاحت منذ نزف قطرة الدم الأولى لذراع (السنوار) اليمنى؟ أم عن قواه التي حاول استجماعها باليسرى للقبض على عصاه الصلبة لضرب مُسيّرة (الدرون) وإعاقة عملها؟
أكانت تلك الأريكة تدرك من هو ذلك الرجل الذي اختارها دونًا عن أثاث المنزل كافة، ليلقي بثقل أمانة الجهاد والثبات عليها؟ 
لو نطقت الأريكة.. لحدثتنا عن كل التفاصيل التي يتمنى الجميع أن يعرفها، لحظات المواجهة الأولى والأخيرة، جلسات التخطيط والإعداد، لثام الوجه الكريم، قذائف الموت وهي تدك الجدران، ليالي العز في شوارع (تل السلطان)، ورقة الأذكار في جيب (الجعبة) العسكرية إلى جانب القنابل والذخيرة والعتاد.
لو نطقت.. لما أبقت للمرجفين ثغرة ولا للمثبطين سبيلًا، رغم أن استشهاد القائد السنوار في صفوف الإقبال الأولى قطع الطريق على الجميع، وترك البقية يراجعون أنفسهم "أين نحن من مسيرة التحرير؟ وما هو دورنا في معركة الطوفان؟" هذا ما أكدته ردود فعل المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين وخارجها.
سيما وأن الاحتلال استهدف (السنوار) عن طريق الصدفة، وليس بالتخطيط والرصد كما كان يهدد قادة الاحتلال منذ بدء العدوان على غزة، بل قبل ذلك بسنوات!
لم يخطر ببال قادة الكيان (الإسرائيلي) أن يخرج (السنوار) لجنودهم من أزقة حي (تل السلطان) الذي عاثوا بشوارعه ومنازله فسادًا وتدميرًا على مدار أكثر من خمسة شهور، وما يزالون!
خرج لهم (السنوار) كالأسد في الوغى، يطاردهم حتى اللحظة الأخيرة، ويذيقهم من الرعب ما لا طاقة لهم على تجرعه!
أرادوا باغتياله أن يرسموا لجمهورهم صورة انتصار مزعوم، فكان قدر الله أن يخط (السنوار) بدمه لوحة عز فريدة وأن تكون نهاية مشواره شهادة تليق بكل ما قدمه على مدار سني عمره الزاخر بالتضحيات

البث المباشر