مكتوب: من الخان الأحمر إلى أم الريسان.. الاستيطان يتوحش

الخان الأحمر
الخان الأحمر

الرسالة نت - رشا فرحات

في رأس كركر ستستمع إلى أصوت الجرافات الآن وهي تضرب الأرض، وقنابل الغاز التي تنتشر في الأجواء لتفريق المواطنين، والاصابات تتزايد ما بين الجرحى والمختنقين المتصدين لمحاولات المواطنين مصادرة أراضيهم في القرية التي تعتبر أحد مناطق جبل أم الريسان.

واعتقلت قوات الاحتلال خلدون الديك رئيس مجلس قروي كفر نعمة إحدى مناطق أم الريسان وذلك بعد الاعتداء عليه وعلى المواطنين بكل وحشية بالإضافة إلى تكسير كاميرات المصورين واعتقالهم، بهدف شق طريق استيطاني وصولا إلى جبل ام الريسان الذي بات محاطا بالمستوطنات من ثلاث جهات واعلانها منطقة عسكرية مغلقة.

ويمكنك أن ترى دموع أهالي المنطقة وهي تذرف على مشارف ام الريسان التي سيجت تمهيدا لمصادرتها في سبيل التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، وقال الحاج أبو العطايا احد ملاك الأراضي المعتصمين: "العرض مثل الأرض، وأنا سأجلس هنا حتى يفرجها الله"، علما بأن أرض الحاج عطايا تبلغ مساحتها 100 دونم ضمن أكثر من 600 دونم ينوي الاحتلال مصادرتها.

القصة بدأت قبل عشرة أيام حينما توجهت آليات الاحتلال على جبل الريسان وبدأت بتجريف الأراضي المزروعة هناك، مع العلم أن الأهالي هناك لديهم كل ما يثبت ملكيتهم للأرض ما تسبب في اندلاع مواجهات بين الاحتلال وأصحاب الأرض الواقعة غرب رام الله ولسان حالهم يقول: لا يمكن أن يكون لكم شيء على هذه الأرض ومهما قتلتم لن تهودوا أرضنا.

صلاح الخواجا المختص بقضايا الاستيطان أوضح في مكالمة مع الرسالة أن أم الريسان منطقة في قضاء غرب رام الله تشمل أراضي تابعة لرأس كركر وخربثة وكفر نعمة، وقد بدأت القصة حينما أقام الاحتلال نقطة عسكرية على رأس الجبل وتحولت إلى حاجز ثم رفع الحاجز وبقيت منطقة عسكرية، وعقبها فاجأهم الاحتلال بالبدء بتجريف المنطقة التي هي عبارة عن عشرات آلاف الدونمات ومجاورة لمنطقة استيطانية ومن الواضح ان الاحتلال بدأ يؤسس لإضافتها للمناطق الاستيطانية المجاورة.

ويلفت الخواجا الى أن الاحتلال بدأ يتمادى بمصادرة الأراضي الخاصة للمواطنين بشكل شبه يومي وقد ازداد ذلك بعد الموافقة على قانون القومية، مضيفا: والآن هناك قرار يتيح للجمعيات الاستيطانية شق طرق جديدة لربط المستوطنات على حساب أراضي المواطن الفلسطيني دون أمر عسكري على الطريقة القومية وكل ذلك بدأ بعد القوانين القومية.

وقد وصف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف ما حدث على أراضي جبل الريسان بالعربدة التي يتبعها المستوطنون وطالب بوجوب التصدي لها قائلا: إن أعمال التجريف التي يقوم بها الاحتلال والمستوطنون في منطقة جبل الريسان غرب رام الله هي محاولات عربدة للسيطرة على الأرض، كما أن المستوطنين لا يوجد لديهم أي اعتماد أو موافقة من قبل حكومة الاحتلال للسيطرة على الأرض، نافيا وجود اثباتات بأن الأرض قد تم بيعها أو أن لها مخطط استراتيجي تمت الموافقة عليه من قبل حكومة الاحتلال.

وكانت قوات الاحتلال استهدفت أيضا بقيادة جمعيات استيطانية في منتصف الشهر الفائت منطقة الخان الأحمر في الضفة الغربية وحاولت الاعتداء على أراضي المواطنين الفلسطينيين حيث تعود ملكيتها لأكثر من 400 من البدو الذين تصدوا بأجسادهم لجرافات الاحتلال ما أدى الى تأجيل المحكمة الإسرائيلية لمصادرة الأراضي مؤقتا.

البث المباشر