تصدياً للمؤامرة الأمريكية الإسرائيلية على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، انتفض أبناء قطاع غزة الثلاثاء الماضي في مسيرة دعت لها الهيئة الوطنية العليا للعودة وكسر الحصار أمام معبر بيت حانون "إيرز"، والتي كانت بعنوان ""معا لحماية حقوق اللاجئين"، والتي أصيب خلالها 25 مواطنًا بجراح مختلفة واختناق بالغاز خلال المواجهات التي اندلعت بالقرب من بوابة الحاجز.
وردا على سلمية المشاركين قررت سلطات الاحتلال إغلاق معبر بيت حانون بشكل كامل في الاتجاهين، باستثناء الحالات الإنسانية الطارئة، كما قرر منع الأجانب وموظفي المؤسسات الدولية من السفر عبر المعبر.
رسائل متعددة
نبيل دياب عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار أكد أن المسيرة التي نظمتها الهيئة الثلاثاء أمام معبر بيت حانون "إيرز" شمال القطاع تحمل عدة رسائل، أولها التحشيد الجماهيري والشعبي للحث على المشاركة في الجمعة الرابعة والعشرين والتي تحمل اسم "عائدون رغم أنف ترامب".
وقال دياب في حديث لـ "الرسالة نت": "المسيرة تأتي ردا شعبيا غاضبا على السياسات الأمريكية، ورفضاً لمحاولات تقويض وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين "أونروا"، وإفشالها في تقديم المساعدات لأبناء شعبنا، سعياً من أمريكا واليمين المتطرف إلى شطب حق اللاجئين الفلسطينيين".
وأضاف دياب أن المسيرة حملت رسالة تحدٍ للاحتلال، الذي يحاول إطلاق التخويف والترهيب، وتهديداته المتواصلة لحياة كل من يقترب من المناطق الحدودية، مشيراً إلى أن جرى اختيار معبر بين حانون كتجمع للمسيرة لأنه أقرب الأماكن إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، حتى تراها أعين الشباب والمنتفضين ويكونوا على مقربة من الوطن.
وأوضح عضو هيئة مسيرات العودة أن المسيرة ترسل رسالة إلى القادمين والمغادرين لقطاع غزة عبر معبر بيت حانون، وخاصة من المؤسسات والمنظمات الدولية، أن الشعب الفلسطيني صاحب حق على هذه الأرض، وأنه متجذر فيها رغم حصار الاحتلال الإسرائيلي لها.
وعن تكرار هذه الفعاليات الشعبية في مناطق التماس مع الاحتلال في أيام غير الجمعة؟ أجاب دياب: "أن مسيرة يوم الجمعة هي ذروة فعاليات الهيئة الوطنية العليا، لكن عقد الفعاليات المتنوعة منوط بمسألتين: الأولى متعلقة بتطور الموقف السياسي والميداني، والأخرى تتعلق بكيفية إدارة هذه الفعاليات، وماهية الفعالية التي لها حق الأولوية".
واستنكر دياب ما قام به جيش الاحتلال، وتحديداً قرار ليبرمان بإغلاق معبر بيت حانون في وجه المغادرين والقادمين، خاصة وأن الاحتلال يلجأ إلى التضييق أكثر على قطاع غزة بعد نجاح الفعاليات الشعبية، داعياً المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية إلى تشكيل ضغط على الاحتلال من أجل التراجع عن قرارته الظالمة بحق القطاع.
مقاومة تحمي
رئيس الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار خالد البطش أكد أنًّ مسيرات العودة وكسر الحصار ستستمر؛ رداً على القرارات الأمريكية الجائرة بحق الفلسطينيين التي كان آخرها محاولة الولايات المتحدة تصفية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا).
وفي كلمة له خلال مسيرة "معاً لحماية حقوق اللاجئين"، نوه البطش أنَّ الإجراءات الأمريكية الظالمة بحق شعبنا هي حلقة من حلقات تذويب وتصفية القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية منحازة تماماً لإسرائيل، وتسعى إلى إنهاء الوجود الفلسطيني.
ودعا الفلسطينيين للرد على القرار الأمريكي من خلال الاستمرار في مسيرات العودة، وإتمام المصالحة الفلسطينية، قائلاً "نقولها بكل وضوح لن يكون قرارنا الفرار من المواجهة بل سنرد على القرارات الامريكية بالإصرار بالتمسك بأدوات النضال الفلسطيني التي من بينها مسيرات العودة".
ولفت البطش إلى أنَّ المقاومة ستظل تحمي ظهر الشعب الفلسطيني وستظل الدرع الواقي لشعبنا من الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحقه، مضيفاً أنهم لن يتوسلوا الحقوق والحياة الكريمة من إدارة البلطجي ترامب، بل سيختارون قرار المواجهة والاستمرار في مسيرات العود وكسر الحصار الظالم.
وكانت الخارجية الأمريكية أعلنت في الأول من سبتمبر الحالي عن وقف جميع دعمها المالي لجميع مؤسسات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، "الاونروا".