قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: المونيتور: لماذا يستمر أبو مازن في رفض المصالحة مع حماس؟

عباس يرفض المصالحة لأسباب متعددة
عباس يرفض المصالحة لأسباب متعددة

الرسالة - ترجمة خاصة

"الوحيدون الذين يصرون على عدم رفع الحصار هم فتح وأبو مازن"، هذا ما قاله خليل الحية نائب زعيم حماس في غزة يحيى السنوار، في إطار هجومه على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لرفضه المصالحة مع حماس لإزالة عقبة أخرى أمام التسوية مع (إسرائيل).

الحية الذي كان جزءًا من فريق حماس من أجل المصالحة وترتيبات المحادثات في القاهرة، أضاف أن السلطة الفلسطينية تعمل ضد الشعب الفلسطيني الذي يعيش في غزة، وقد ألمح في وقت لاحق إلى أن السلطة الفلسطينية كانت مهتمة في جر حماس نحو مواجهة مسلحة مع (إسرائيل).

وأدلى السنوار بتصريحات مماثلة في اليوم السابق في اجتماع استغرق خمس ساعات مع صحفيين في غزة وخلال الحديث امتدح قدرات حماس العسكرية وقال إن أبو مازن كان عقبة في طريق التسوية.

زعيما الحركة غير مخطئين، رئيس السلطة يرفض فعلا حتى الآن المصالحة الفلسطينية على الرغم من الضغوط التي تمارس عليه، وفي الأشهر الأخيرة كانت جميع محاولات الصلح فاشلة بين فتح وحماس، يشرح قادة السلطة الفلسطينية أن أبو مازن يصر على الحفاظ على السلاح الواحد، والسلطة الواحدة".

وقال مصدر في حماس لـ - المونيتور- أن هذه أعذار يقوم أبو مازن بها لتخفيف الضغط عليه، ووفقا للمصدر وهو عضو في الجناح السياسي لحماس، اقترح المصريون لممثلي أبو مازن الذين توصلوا إلى محادثات المصالحة في القاهرة خطة عمل واسعة وضمانات مقبولة لرئيس الوفد عزام الأحمد مسؤول ملف المصالحة، ومع ذلك كلما عاد الممثلون إلى رام الله تغيرت النغمة ورفضوا كل مقترحات مصر، كما أعطى السنوار توضيحاته للصحافة في غزة عندما زعم أن ردود ممثلي فتح على المقترحات المصرية الأخيرة كانت أسوأ من إجاباتهم على المقترحات السابقة.

وفقًا لتقرير صدر في جريدة الأخبار [30 أغسطس / آب] قال ممثلو فتح إن المحادثات لن تستمر بالشكل الحالي، وزعمهم المتكرر هو أن أبو مازن يصر على تلقي جميع الصلاحيات في قطاع غزة وغير مستعد للتحرك مليمتر واحد بدون ذلك بمعنى "كل شيء أو لا شيء".

مصدر كبير في حركة فتح وهو من غير المعجبين بالرئيس قال لـ -المونيتور- إن أسباب رفض أبو مازن مختلفة، إذا أراد أبو مازن المصالحة بذلك سيقبل مقترحات التسوية، ويقول المصدر إن أبو مازن ليس ساذجًا بما يكفي ليعتقد أن حماس ستنقل إليه في يوم من الأيام السيطرة الأمنية، وقد وافقت (إسرائيل) ومصر على أن يتم ذلك بالتدريج، ووفقا للمصدر قال أيضا أن هناك أسباب أخرى وراء قيام أبو مازن بفرض العقوبات ومنع أي تقدم نحو المصالحة الفلسطينية حتى على حساب معاناة سكان غزة وتهديدات حماس بأنه بدون هذه التسوية ستندلع حرب دامية أخرى قريباً.

هناك سبب الرئيسي كما يقول المصدر متسائلا - هل أبو مازن مريض للغاية؟ هو في نهاية حياته السياسية وليس لديه قوة أو قدرة على مواجهة تحدي غزة، وقد ذكرت القناة العاشرة هذا الأسبوع [30 أغسطس / آب] أن مصادر في مكتب أبو مازن أخبرت المعلق العسكري تسفي يحزكيلي أن أبو مازن على الدوام يرافقه طبيب، وكان من الدهشة أن يكتشف كبار المسؤولين الذين زاروه مؤخراً في مكتبه أنه وجد صعوبة في التعرف عليهم، وقال المصدر أيضا أن أبو مازن ليس فقط عقبة في طريق المصالحة، بل في ضوء صحته السيئة يستعد قادة فتح للحرب على الخلافة وأي شخص يعتبر نفسه مستحقا للخلافة يستعد لنضال عنيف ويعبئ القوات المسلحة لتقف بجانبه إذا لزم الأمر.

وبحسب المصدر فإن نائب رئيس حركة فتح محمود العالول ورئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب ورئيس المخابرات العامة ماجد فرج يعتقدون أن دخول قوات السلطة الفلسطينية إلى غزة كجزء من المصالحة مع حماس من شأنه أن يضر بفرصهم في الفوز بالمنصب المنشود "كرسي الرئاسة" وإن الدخول في غزة سيشكل تغييرا في قواعد اللعبة ومن المفضل لكل مرشح أن يحافظ على الوضع الراهن الذي يعرفه جيدا.

العالول والرجوب وفرج - كلهم قريبين من أبو مازن ويأثرون عليه لعدم الموافقة على المصالحة فهم يفكرون فقط بمصلحتهم الشخصية.

الرأي السائد بين العديد من أعضاء حركة فتح هو أن التغييرات المتوقعة في قيادة الحركة لا تسمح لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية باتخاذ قرارات دراماتيكية في هذا الوقت، ناهيك عن أن المطروح خطوة يمكن أن تقوي بشكل كبير حركة حماس المنافسة، وانتخاب زعيم فتح الجديد قد يؤدي إلى إجراء انتخابات عامة في السلطة الفلسطينية، ولا أحد من أولئك الذين يرون أنفسهم كمرشحين في هذه المرحلة يرغب في تغيير قواعد اللعبة خشية أن تفوز حماس في الانتخابات، لذلك تشير التقديرات إلى أن المصالحة بين حماس وفتح لن تتبلور إلا في غضون بضع سنوات، بعد انتخاب وريث لأبو مازن وستقف السلطة الفلسطينية

أمام جميع التقلبات التي تنتظرها.

لكن هناك سبب آخر يمنع التقدم نحو التسوية مع (إسرائيل)، أعضاء كبار في حركة فتح بدءا من الرئيس محمود عباس إلى آخر النشطاء غير مهتمين بأي علاقة مع حكومة ترامب التي يعتبرونها معادية.

في محادثات التسوية والترتيب في القاهرة تقف واشنطن وراء الكواليس، جيسون جرينبلات مبعوث ترامب للشرق الأوسط هاجم أبو مازن مؤخراً لرفضه الجهود وزعم أن السلطة الفلسطينية يجب أن تكون جزءاً من الحل في غزة، ووفقا لكبار مسؤولي فتح والسلطة الفلسطينية فإن وجود اسم ترامب في التسوية هو سبب آخر لمعارضة ذلك.

بقلم: شلومي إلدار 

 

البث المباشر