قائمة الموقع

مكتوب: عصفور: تصفية عرفات واستبداله بعباس كان تمهيدًا لتنفيذ صفقة شارون

2018-09-06T07:51:08+03:00
صورة
الرسالة نت-محمود هنية    

كشف القيادي الفلسطيني ومنسق دائرة المفاوضات السابق حسن عصفور، عن تفاصيل جديدة تتعلق بلقاء رئيس السلطة محمود عباس مع رئيس وزراء الاحتلال ارائيل شارون عام 1995، وهو اللقاء الذي رفض الرئيس الراحل ياسر عرفات مجرد الاستماع لتفاصيله، لما يتضمنه من تنازلات مؤلمة تجاه القضية الفلسطينية.

وقال عصفور في لقاء خاص مع صحيفة "الرسالة"، إنّ محمود عباس تحدث أنه حصل على موعد مع شارون، "ولما عاد اطلعت على المحضر وهو يعرف أنني قرأته وذهلت من خطة شارون التي بدأ تنفيذها عام 2005، وتمثلت في خطة الانسحاب من غزة".

وأوضح أن الخطة تتضمن كذلك وضعا خاصا بالضفة من خلال انشاء مناطق وكانتونات متقطعة بين مناطق الضفة والربط بينها من خلال جسور علوية او انفاق سفلية، ويتم ربطها بطرق غير برية تسيطر عليها (إسرائيل).

وذكر أنه رفض الخطة، "وزعم ابو مازن أنه رفضها رغم شك عصفور في ذلك، وعندما عرضها على الرئيس الراحل ياسر عرفات لم يقبل الاخير مجرد الاستماع له؛ ليسميه لاحقا بكرزاي فلسطين".

وأشار إلى أن عباس الذي بدأ بالمزايدة على الراحل ابو عمار من خلال حديثه أنه "لن يتنازل عن القدس، وهو من هوده حائط البراق بحكم موقعه مسؤولا عن دائرة شؤون المفاوضات آنذاك، مع العلم أن عرفات رفض مجرد التنازل عن الجزء السفلي من حائط البراق".

وأكدّ عصفور أن ما يجري تطبيقه حاليا هو صفقة شارون، "ومن المهم العودة لنصّ خطاب شارون عندما تولى عباس رئاسة السلطة عام 2005 حيث وصف ذلك اليوم بـ"التاريخي".

تفاهمات عباس_بيلين

وحول تفاصيل مباحثات "عباس_بيلين" التي كان عصفور أحد اعضاء طاقم التفاوض فيها، قال إن عباس لم يكن وقتها شريكًا في أي لجان، و"أنا شخصيا من اقترحت اسمه بحكم منصبه مديرًا لشؤون المفاوضات، وتطرقنا في هذه المباحثات لقضايا الحل النهائي والانتقالي، وقد توقفت عند اغتيال اسحاق رابين".

عرفات رفض الاستماع لمخرجات اللقاء وأطلق على عباس "كرزاي فلسطين

وذكر أن هذه المباحثات وضعت اسس الحل النهائي وجرى الحديث عن تبادل اراض بنسبة 1.5% مقابل ان يكون طريق رابط بين الضفة وغزة يوحد الاراضي الجغرافية كجزء من السيادة، مشيرا الى انه جرى فتح ممر آمن لكنه اغلق لاحقا بقرار فلسطيني داخلي.

عصفور الذي يتحفظ على اتفاق اوسلو ويدعو لمراجعته سياسيًا، يرى أن ما حققته تلك الحقبة من مكاسب كان يمكن البناء عليها، مشيرا إلى انه نصح عباس بالانتقال الى الدولة لكنه لم يستجب، وسعى لتدمير المنجز الوطني.

افشال عباس للمصالحة

وجدد عصفور تأكيده أنه لا يوجد مصالحة في عهد محمود عباس؛ "لأن مشروعه هو خدمة المشروع التهويدي واستكمال خطة شارون".

وذكر أن اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات وتنصيب عباس كان جزءًا من مخطط شارون، وتمهيدا حقيقيا للبدء في تنفيذها.

ولفت إلى خطاب بوش عام 2002 الذي وعد به بتنفيذ حل الدولتين، "لكن الشعب الفلسطيني يريد قيادة أفضل من الحالية، وهو الخطاب الذي وصفته بخطاب تصفية ياسر عرفات"، حسب قول عصفور.

وأشار الى أن محمود عباس كان جزءاً من مؤامرة استبدال عرفات، "فبعد شهرين فقط تم فرضه رئيسا للوزراء، وقد حاولنا بكل جهدنا معارضة هذه الخطوة، غير أن أبو عمار لم يستطع ان يقاوم أكثر هذه الضغوط".

عباس تآمر مع فريقه على عرفات "ببناية العار"

وبيّن أنه تم تسمية بعض الاسماء التي هددت لاحقًا واضطرت لسحب ترشيحها، فيما بدأ عباس عمليا بتشكيل فريق فيما عرف وقتها بـ"بناية العار" التي اجتمع فيها ببعض مريديه ومنهم عزام الاحمد، وكان من في هذه البناية يتآمرون على عرفات.

واضاف: "كل هذه الشواهد كافية ليفهم الشعب الفلسطيني من هو محمود عباس"، مشيرا إلى أن عباس رفض مقترحا من اولمرت باستئناف المفاوضات مقابل منحه 94% من الضفة وبعض الاحياء في القدس العربية؛ لكنه رفض بعد اتصال من كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الإميركية آنذاك، وقال إن امريكا مصممة على حل يتطابق مع الرؤية التوراتية.

ولفت الى المفارقة العجيبة عندما منع الراحل ياسر عرفات من الحديث في قمة عربية عام 2002م، التي اقرت ما يعرف بـ"المبادرة العربية للسلام" وجرى فيها التنازل بشكل جوهري عن حق العودة المقر في القرار الاممي 149 الخاص باللاجئين، واستبدلتها بحل متفق عليه وليس الزاميا للاحتلال، مشيرا الى ان عباس يتحدث عن حق العودة وفقًا للمبادرة وليس القرار الاممي الذي ينص على الزام التعويض والعودة.

التهدئة والسلطة

وفي غضون ذلك، عرّج عصفور على قضية اتفاق التهدئة بين فصائل المقاومة والاحتلال، مشيرا إلى أنه كان شبه منجز، لكن تم تعطيله من قبل امريكا والشاباك، مشيرا الى أن القاهرة تتعامل بحساسية عالية في الملف الفلسطيني، ولا تريد أن تبدو وكأنها متآمرة على الشرعية السياسية التي تآكلت فعلا، "وكان تصريح عباس بشأن اتفاقه مع الشاباك بـ99% آخر مسمار في نعش هذا المسمى".

وحول ادعاءات السلطة بأن التهدئة ستفصل غزة عن الضفة، أجاب: "هذا الادعاء كاذب، فمشروع محمود عباس وبرنامجه وعقابه لغزة من يفصل غزة عن الضفة(..) وصل الأمر أن يطلب رئيس الشاباك من حسين الشيخ تخفيف الاجراءات عن غزة!".

حماس مفتاح التحرك القادم ويجب التوافق على برنامج سياسي للقوى الرافضة لمشروع عباس

وأضاف: "عمليا الضفة هي التي تنفصل عن القطاع، فغزة الثابت الفلسطيني الوحيد في الجغرافيا الفلسطينية".

وتساءل عصفور " غزة خاضت 3 حروب، فهل نفعها عزام الاحمد؟"، مستطردًا "الهدوء مصلحة وطنية فلسطينية بل واعتراف اسرائيلي بالعجز أمام ارادة سكان القطاع، وهو محاولة لقراءة وتقييم الحالة الكفاحية والعمل على تطويرها".

وقال إن "الهدوء ثمنه كبير وعباس لا يريد مظاهرات العودة قبل (إسرائيل)، مشيرا إلى أن مسيرات العودة شكلت حالة شعبية وحيدة في فلسطين، "وهي آخر مظهر كفاحي للشعب ضد الاحتلال في كل هذا العالم".

ولفت عصفور إلى أن روح الثورة في الضفة لا تتفق مع حجم التهويد والاستيطان هناك.

وأضاف: "لوكان عباس وطني فعلا، لقدم إلى غزة وادار المواجهة من مقر ياسر عرفات على أرض فلسطين، ولأعلن عن دولة فلسطين واعتبر القدس والضفة دولة محتلة يطالب بتحريرها"، متسائلا: "هل تريد من شخص يقيم عند مستوطنة بيت ايل إن يقاوم الاحتلال ويقيم دولته؟"

 فرص النهوض

وأمام الترهل والضعف الذي تعاني منه القضية الفلسطينية، "فإنّ المظهر الوحيد الذي سيعمل على استنهاض الحالة الوطنية برمتها التوصل لرؤية نضالية موحدة بين القوى الفلسطينية كافة في القطاع".

وأضاف: "من الصعب أن تعطي فتح مزيدا من الشراكة الوطنية في ظل عهد عباس، وحماس هي الفصيل الاكثر حضورًا اليوم، ويستدعي ذلك منها تعزيزًا وتطويرًا للفكر والممارسة السياسية، ومطلوب من جميع القوى التقدم خطوة للأمام من أجل التوافق على حالة فلسطينية جامعة متطورة وطنية والا فإن فلسطين ستقدم على طبق من ألماس للاحتلال".

وتابع: "حماس مفتاح التحرك القادم، فإن لم يتم صياغة برنامج سياسي موحد للقوى الرافضة لمشروع عباس، تضمن تشكيل حالة تشاركية وطنية على قاعدة برنامج سياسي موحد، فإن هذا الوضع سيبقى مريحًا لعباس"

اخبار ذات صلة