اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، "الإسلام، بشقيّه السني المتطرف والشيعي المتطرف" مصدرًا وحيدًا للإرهاب العالمي، محرّضًا العالم على التصدي له، وداعيًا إلى الانضمام إلى ما وصف بـ"جهود" إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في سبيل ذلك.
وفي تصريحات له أدلى بها في مستهل جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية التي عقدت صباح اليوم، حصر نتنياهو الإرهاب العالمي في "داعش" وإيران، متغافلا عن إرهاب الدول ضد شعوبها أو مواطنيها بما فيهم الأقليات القومية في ظل صعود الحكومات اليمينية "والقومية المتطرفة"، بدء من قمع الحريات وصولا إلى الاحتلال والحصار والإرهاب الرسمي النظامي الذي يمارسه جيوش رسمية والاحتلال الإسرائيلي والصهيونيّة ككل ليست استثناء من كل ذلك، بسعيها لاستدامة وإطالة احتلالها العسكري لأرض فلسطين.
وفي حين كرر نتنياهو شكره لترامب، واعتبر أن الولايات المتحدة اتخذت القرار الصحيح عندما قررت إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن"، وذلك نظرًا لما زعم أنه "رفض فلسطيني في الدخول بمفاوضات مع إسرائيل".
وقال "في الآن ذاته يهاجم الفلسطينيون إسرائيل من خلال طرح ادعاءات كاذبة في المحافل الدولية"، وتابع "إسرائيل تقدر تقديرًا كبيرًا قرار إدارة ترامب وتدعم الإجراءات الأميركية الرامية إلى التوضيح للفلسطينيين بأن رفضهم الدخول في مفاوضات مع إسرائيل وهجماتهم الشرسة على إسرائيل لن تدفع السلام قدما، بل إنها وبكل تأكيد لن تحقق لهم أي فائدة أيضا".
وفي سياق حديثه عن الذكرى الـ17 لهجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر عام 2001 التي استهدفت برجيْ مركز التجارة العالمي بنيويورك والبنتاغون بواشنطن، قال "تم ارتكاب تلك العملية الإرهابية من قبل تنظيم القاعدة، ثم نقل تنظيم القاعدة شعلة الإرهاب إلى داعش؛ وبالتزامن مع ذلك تدعم إيران الإرهاب الدولي".
وتابع نتنياهو "فرضيته" قائلا إن "العالم يواجه تحدي الإرهاب الذي يمارسه الإسلام المتطرف الذي يتكون من الإسلام الشيعي المتطرف الذي تقوده إيران من جهة، ومن الإسلام السني المتطرف الذي يقوده تنظيم داعش من الجهة الأخرى، إلا أن هذين الفصيلين يبتغيان تحقيق هدف واحد، ألا هو القضاء على المجتمعات الحرة كما نعرفها، والقضاء على إسرائيل، وفي نهاية المطاف إنهما يسعيان إلى القضاء أيضا على الدول الغربية وعلى غيرها من الدول".
وأضاف "لقد حان الوقت لكي يتوحد العالم في كفاحه ضد المنظمات الإرهابية. العالم قد قام بذلك إلى حد معيّن خلال الحملة التي شنها على داعش، ولكنه لا يقوم بذلك ضد إيران. لا بل بالعكس، ما نشاهده حاليًا هو قيام الزعماء الأوروبيين بمصالحة إيران وبمهادنتها، في الوقت الذي ترسل إيران فيه خلاياها الإرهابية إلى الأراضي الأوروبية، وذلك الأسبوع ذاته الذي كان من المقرر أن ترتكب فيه تلك الخلايا الإرهابية عملياتها، ونحن كنا من ساعد في إحباطها. هذا هو أمر غير معقول".
وواصل نتنياهو تحريضه على الجمهورية الإسلامية في طهران، وسعي الدول الأوروبية الكبيرة في الحفاظ على الاتفاق النووي من التفكك، حيث قال "نهج المهادنة مع إيران يساهم في شن هجوم غير متوقف على قيم المجتمعات الحرة وعلى أمنها، وقد آن الأوان كي تنضم الحكومات الغربية إلى هذا المجهود القوي والواضح الذي تبذله إدارة ترامب ضد نظام الإرهاب في طهران."