طالبت قوى وشخصيات فلسطينية سياسية بمحاكمة رئيس سلطة المقاطعة وحركة فتح محمود عباس، ومحاسبته وفريقه على خلفية دورهم في المفاوضات وجلب الكوارث التي تسبب بها اتفاق اوسلو.
ووصفت شخصيات وقيادات فلسطينية في تصريحات خاصة بـ"الرسالة" عباس بـ "ببلفور" فلسطين، "فهو من وقع على اوسلو عمليا وكان المهندس المباشر للاتفاق، واعطى ما لا يملك لمن لا يستحق".
محاكمة ثورية
رئيس الدائرة القانونية بالمجلس التشريعي محمد الغول طالب بمحاكمة عباس وفريقه ثوريا، والاعتذار قبل ذلك عن الفشل والخداع الكبير الذي تسببوا به تجاه القضية الفلسطينية.
وقال الغول لـ"الرسالة" إنّ اتفاق اوسلو شبع موتًا، وهو الأخطر من وعد بلفور، وعمليا لم يكن يمثل الكل الفلسطيني، حيث أن المنظمة التي ابرمت هذا الاتفاق لا تحظى على الاجماع الوطني.
وذكر الغول أنّ الاتفاق بكل اركانه باطل، مشيرا الى أن المجلس التشريعي اعتبره ولد ميتًا وألغى كل تداعياته واثاره على الصعيد القانوني المتعلق به.
من جهته، أكد داوود شهاب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن الكل الفلسطيني يدفع ثمن خطيئة كبرى ارتكبها الفريق المتنفذ في منظمة التحرير حينما وقع اتفاق أوسلو وجلب لنا سلطة تحت الاحتلال والتي يتم دفع ثمنها على صعيد الحقوق الوطنية التي تتأكل، وعلى صعيد تكبيل المقاومة.
وقال شهاب لـ "الرسالة"، " عزام الأحمد أحد المتنفذين في السلطة والمنظمة وحركة فتح قال إن التهدئة في غزة أعطت فرصة للاستيطان والتغول في الضفة والقدس، وهنا يجب أن نسأل من الذي يحمي الاستيطان والمستوطنين في الضفة؟ ومن الذي يصمت على سلاح المستوطنين؟
واعتبر أنه من المفترض أن يحاكم ويحاسب من جاء بأوسلو وكل توابعه الأمنية والاقتصادية وعلى رأسها التنسيق الأمني ولذلك يجب التأكيد على أن فصائل المقاومة لا تسعى إلى التهدئة وانما لفك الحصار عن غزة لأنه حق واجب للشعب الفلسطيني.
وقال "كنا نراهن سابقاً على التدخل العربي والإقليمي واليوم وصلنا لقناعة بأنه لا يجب أن ننتظر أحدا لإنقاذ الشعب الفلسطيني ولا أحد يتدخل عربياً او اسلامياً، والرهان الحقيقي على الشعب الفلسطيني لذا نسعى لتعزيز صموده وكسر الحصار عنه".
وشدد على أن السلطة تتحمل التوسع الاستيطاني في الضفة وتهويد القدس والتنسيق الأمني، وبدلاً من إعادة بناء المنظمة عبر دعوة الإطار القيادي المؤقت للانعقاد يتجاهل أبو مازن الشعب والفصائل ويعقد لقاءات شبه يوميه في مقر المقاطعة مع الجماعات الإسرائيلية.
وأكد أن كل شخص يفكر في المقاومة ومحاربة الاستيطان في الضفة يتم اعتقاله من السلطة وجيش الاحتلال، في حالة تساوق غير مسبوقة.
فشل المشروع
من جانبه، قال القيادي في الجبهة الشعبية خالد بركات إنّ الطريق الوحيد لعباس هو مصارحة الشعب بفشل مشروعه، والرحيل عن المشهد السياسي، ومحاكمته ومحاسبته "فهو من وقع على اتفاق أوسلو بقلمه الشخصي".
وذكر بركات لـ"الرسالة" أن توقيع اتفاقية أوسلو، كارثة للقضية الفلسطينية وطعنة مسمومة للشعب الفلسطيني يعاني من ويلاتها وآثارها التدميرية حتى الآن".
وقال بركات إن القيادة المتنفذة لمنظمة التحرير قامرت بحقوق شعبنا في الغرف المظلمة، وطعنت الانتفاضة الشعبية الكبرى في خاصرتها وبددت انجازاتها التاريخية التي تحققت بالدم والنضال.
وأضاف "جرى التوقيع على اتفاق سياسي كان في الجوهر صك استسلام علني قدمته هذه القيادة للاحتلال مسنودة بالبرجوازية الفلسطينية المنتفعة، وبغطاء من الأنظمة الرجعية العربية".
وأشار الى ان القيادة الفلسطينية بتوقيعها على هذه الاتفاقية تنازلت عن 78% من أرض فلسطين وهددت حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وهو جوهر الصراع الفلسطيني الصهيوني، واليوم أصبح كل الشعب الفلسطيني رهينة يومية لالتزاماتها الأمنية والسياسية والاقتصادية ".
وأكدّ ان هناك مؤشرات حقيقية حول ارتباط السلطة بمخططات التصفية التي تتعرض لها القضية الفلسطينية، "كان لدينا في السابق شكوك أما سلوكها اليوم فيعطي مجموعة من المؤشرات حول هذا الدور".
وجدد تأكيده بأن "قيادة السلطة الحالية فشلت وعليها أن ترحل، وهي فاقدة للشرعية، فعباس غير دستوري وغير شرعي من ثماني سنوات بموجب دستور السلطة".