لا تزال السلطة في رام الله تمارس سياستها غير الوطنية واللاأخلاقية تجاه الأسرى المحررين بقطع رواتبهم في غزة منذ أشهر، بالإضافة لبعض الأسرى في الضفة.
وأعلن أكثر من35 أسيراً محررًا، منذ يوم الأحد الماضي، الدخول في الإضراب عن الطعام المفتوح؛ احتاجا على استمرار السلطة بقطع رواتبهم على فترات، حيث بدأت سياسة قطع الرواتب منذ عام 2007 م واستمرت حتى العام الحالي، دون إبداء الأسباب.
واعتصم الأسرى المحررون أمام مقر هيئة شؤون الأسرى والمحررين برام الله، وأعلنوا الاضراب المفتوح عن الطعام، وذلك بعد مماطلة الحكومة وقيادات السلطة بصرف رواتبهم.
تهرب السلطة
الأسيرة المحررة بشرى الطويل، وهي إحدى المشاركات بالإضراب عن الطعام أمام مقر هيئة شؤون الأسرى والمحررين برام الله، قالت:" إن قيادات السلطة تتهرب من قضية إعادة رواتب الأسرى المحررين المضربين عن الطعام".
وأضافت الطويل التي تضرب عن الطعام لليوم الخامس على التوالي برفقة عدد من الأسرى المحررين في رام الله في حديث لـ"الرسالة نت"، " الجهات الحكومية بالضفة تتلاعب بنا فتارة يقولون إن الملف عند الرئيس وأخرين يقولون أن قضيتكم متوقفة عن الأجهزة الأمنية".
وأوضحت أن جميع الجهات الحكومية بالضفة ترفض لقاءهم حتى هذه اللحظة، مشيرة إلى أن قضيتهم تأتي في سياق المناكفات السياسية.
وأكدت الطويل أن الهدف من الاعتصام يأتي للمطالبة بإعادة حقوقهم التي تتمثل بالراتب خاصة وان هناك حالات تعاني منذ شهور وأخرى منذ أكثر من 11 عاما دون معرفة الأسباب
بدوره قال على المغربي المتحدث باسم مكتب إعلام أسرى "حماس": "إن هناك تواصلا تم من داخل السجون مع قيادة السلطة في رام الله، لإعادة رواتب أسرى غزة بعد إيقافها لشهور عدة".
وأوضح المغربي في حديث لـ"الرسالة نت"، أن إدارة السلطة وعدت بإعادة الرواتب خلال مدة قصيرة، لكن حتى هذه اللحظة لم تلتزم بوعودها تجاه الأسرى، لافتا إلى أن هناك تخوفات من قيادة الحركة الأسيرة بسجون الاحتلال من المماطلة.
وتقطع السلطة في رام الله رواتب ما يزيد عن 130 أسيراً داخل سجون الاحتلال، بفعل العقوبات المفروضة على قطاع غزة، أغلبهم من أسرى الجهاد الإسلامي وحركة حماس، وكذلك جميع الأسرى المحررين بصفقة "وفاء الأحراء"، إضافة إلى 36 أسيرًا محررًا من الضفة.
عمل مفروض وطنيا
النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة، قال: "إدخال قيادة السلطة لملف الأسرى وأسر الشهداء في قضية المناكفات السياسية على إثر الانقسام الفلسطيني عمل مفروض وطنيا وأخلاقيا".
وأضاف خريشة في حديث لـ"الرسالة نت":"المطلوب أن يتم إبعاد ملف الأسرى وأسر الشهداء عن المناكفات السياسية والعقوبات التي تفرض على غزة، وعلى السلطة أن تلتزم بوعودها بإعادة الرواتب لجميع الأسرى ومن ضمنهم المحررين".
وأوضح أن الأسرى المحررين يضربون عن الطعام لليوم الخامس على التوالي لاستعادة كرامتهم وحريتهم التي سلبت منهم بطريقة غير أخلاقية، مشددا على أن المطلوب من السلطة التصدي لمحاولات الأمريكية والإسرائيلية بتصفية قضية الأسرى.
وتابع النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي: " رواتب الأسرى حق مقدس لا يحق للسلطة المساس به ".
جريمة إنسانية ووطنية
عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" موسى دودين: قال "إن استمرار السلطة في قطع رواتب عدد من الأسرى والمحررين يمثل جريمة تخطى كل الأعراف الوطنية والإنسانية، ما حدا بهم للإعلان الإضراب المفتوح عن الطعام احتجاجًا على قطع رواتبهم وقوت أبنائهم".
وأضاف دودين في تصريح صحفي يوم الإثنين الماضي، أن "العقوبات التي طالت أهل قطاع غزة والأسرى داخل السجون والمحررين لهي وصمة عار في جبين السلطة، ولا يوجد لها أي مسوغ أو مبرر سوى المساس بقضايا ثابتة ومقدسة لدى شعبنا، تمهيدًا لتصفيتها وتماهياً مع المطالب الأمريكية والإسرائيلية بوقف دعم الأسرى بوصفهم إرهابيين".
واعتبر عقوبات السلطة بأنها طعن في ظهر من بذلوا الغالي والنفيس وأفنوا زهرة شبابهم فداء لوطنهم. وطالب دودين السلطة الفلسطينية بالوقوف في صف أبناء الشعب الفلسطيني بالتراجع عن إجراءاتها العقابية، والإصغاء للصوت الوطني المندد بهذه الاجراءات.
ويتقاضى نحو 6500 أسير داخل السجون وآلاف الاسرى المحررين رواتب شهرية تقدر بـ 1400 شيكل (400 دولار) لذوي الأسير، إضافة إلى مبلغ مالي يقدر بـ 100 دولار بدل "كنتينة" لشراء طعامه واحتياجاته داخل الأسر.
بدروه، دعا نشطاء وأسرى محررون مقطوعة رواتبهم للمشاركة في مسيرة احتجاجية بمدينة رام الله بالضفة المحتلة، اليوم الخميس 13/9/2018م، الساعة 5:30 مساء انطلاقا من ميدان المنارة في مدينة رام الله.
وأشار النشطاء إلى أنّ المسيرة، تضامنا مع الأسرى المحررين المقطوعة رواتبهم