في الوقت الذي تمارس سلطات الاحتلال سياسية تشديد الحصار وإغلاق الطرق المؤدية إلى قرية الخان الأحمر شرق مدينة القدس المحتلة، يواصل مئات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب الاعتصام داخل الخان في محاولة للتصدي للاحتلال بهدم القرية.
ويأتي اعتصام الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب في قرية الخان الأحمر، بالتزامن مع تشديد سلطات الاحتلال من إجراءاتها، ونشر المئات من الجنود ونقاط التفتيش عند المداخل الرئيسية بعد انتهاء المهلة التي حددتها المحكمة (الإسرائيلية) العليا لتنفيذ قرار الهدم والإخلاء.
وكانت المحكمة العليا (الإسرائيلية) رفضت الأربعاء الماضي، التماسا تقدم به أهالي قرية الخان الأحمر لإلغاء قرار المحكمة الذي كان صدر في مايو/أيار الماضي بهدم القرية التي يعيش فيها نحو 200 فلسطيني، والتي توجد بها مدرسة تقدم خدمات التعليم لـ170 طالبا، من عدة أماكن في المنطقة.
حصار الخان الأحمر
رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف، قال إن سلطات الاحتلال تمارس سياسة الحصار وإغلاق الطرق المؤدية إلى تجمع الخان الأحمر، وشرعت مؤخرًا في منع عدد كبير من المواطنين والأجانب الدخول إلى منطقة الخان الأحمر.
وأوضح عساف في حديث لـ"الرسالة نت"، أن قوات الاحتلال تسعى جاهدة لعرقلة وصول المتضامنين الأجانب والنشطاء الفلسطينيين إلى قرية الخان الأحمر، خاصة بعد رفض المحكمة (الإسرائيلية)، التماسا تقدم به أهالي قرية الخان لإلغاء قرار الهدم.
وأكد أن تجمع الفلسطينيين في الخان الأحمر أفشل مخطط الاحتلال بهدم القرية خلال الأيام الماضية، مشيرًا إلى أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة، ويجب تكثيف التواجد في خيمة الاعتصام للتصدي لعملية الهدم.
واعتصم عشرات الفلسطينيين المتواجدين في قرية الخان الأحمر، على الطريق الرئيسي الموصل إلى القرية (شارع أريحا- القدس) احتجاجا على إغلاق الطرق الفرعية المؤدية إلى الخان الأحمر، حيث اعتدت قوات الاحتلال على المعتصمين لإبعادهم.
** مخطط (إسرائيلي)
المختص في شؤون الاستيطان جمال عمرو، قال إن سلطات الاحتلال تحاول من خلال هدم قرية الخان الأحمر إلى تنفيذ مخطط (إسرائيلي) كبير، وهي إخلاء منطقة الخان بالكامل من البدو الفلسطينيين، وذلك لضم المستوطنات (الإسرائيلية) التي تقع شرق القدس.
وأوضح عمرو في حديث لـ"الرسالة"، أن سلطات الاحتلال تسعى جاهدة إلى ربط منطقة الخان الأحمر مع مدينة القدس، في محاولة للسيطرة على المدينة المقدسة وإخلائها من جميع الفلسطينيين.
وشدد على أن هناك قرارا سياسيا بتحويل هذه المنطقة لمستعمرة كبيرة وربطها في مدينة القدس، منوها إلى أن عنصرية الاحتلال تخالف جميع القوانين الدولية، في محاولة لفصل جنوب الضفة عن شمالها ووسطها.
وشدد على أن قرار الاحتلال بهدم "الخان الأحمر" يأتي ضمن خطة إسرائيلية ممنهجة لتغيير الواقع في القدس، مؤكدا أن هذا يحدث بتواطؤ ودعم أمريكي، في ظل الصمت العربي والإسلامي.
وكانت كلًا من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا طالبوا (إسرائيل)، بعدم هدم قرية الخان الأحمر البدوية شرقي مدينة القدس، وذلك بعد أن مهدت محكمة إسرائيلية الطريق أمام هدمها.
وتعتبر أغلب الدول المستوطنات التي بنتها (إسرائيل) على أراض سيطرت عليها بعد حرب عام 1967 غير مشروعة وتمثل عقبة في طريق السلام.