قائد الطوفان قائد الطوفان

لأجل "راتب الأسرى"

مكتوب: حين أضرب علاء لحقته "مريم" دون أن تدرك "ليش بابا ع الأرض؟"

الريماوي
الريماوي

الرسالة نت_أمل حبيب 

لم تدرك مريم لماذا يغيب والدها عن البيت منذ أيام، لماذا ينام على الأرض، لماذا يتغير لون وجهه تدريجيًا حتى بات أصفرًا، تدرك فقط أنها لابد أن تكون بقربه دون أي سبب!

صورة واحدة للأسير المحرر الاعلامي علاء الريماوي مع ابنته مريم في خيمة صغيرة أقيمت في رام الله بمقر اعتصام الأسرى المحررين للمطالبة بإعادة رواتبهم المقطوعة، كانت كفيلة لأن ندرك بعدها ماذا تعني "مخالفتهم للشرعية"؟

النبض الذي اعتاد عليه علاء خلال برنامجه عبر فضائية القدس "نسائم الحرية" كانت تهمته التي اعتقل عليها من المحتل الإسرائيلي نهاية تموز الماضي مع ثلاثة زملاء صحفيين، واليوم يمضي له تسعة أيام يضرب لأجل حقه الشرعي "راتب أسير"!

النداء الأخير!

هبوط حاد في السكر والضغط، وغيبوبة أصابت علاء نقل على إثرها للمشفى وهناك رفض العلاج، ذاك الهبوط يوازيه آخر في منسوب الانسانية لدى رئيس السلطة محمود عباس الذي قطع رواتب عشرات الأسرى بشكل تعسفي!

"شكرًا لكم وأنتم تحاكمون نضالنا وتجرمون مقاومة شعب" هذا ما قاله الإعلامي المحرر لوسائل الاعلام، وهو ما كتبه زملاؤه على لافتات وقاموا بتثبيتها وسط دوار الساعة.

تباعًا حاول الريماوي إيصال رسائل عبر حسابه الشخصي، أنامله وقتها كانت تجد صعوبة للنقل على شاشة المحمول، أبرز ما لفت الانتباه كان اللون الأبيض الذي طغى من خلال صورة نشرها على الفيسبوك لزميله المضرب عن الطعام أثناء قيامه والأسرى المضربين بحياكة أكفانهم تمهيدًا للبسها اليوم بعد اعلان اضرابهم عن الماء الساعة الواحدة وسط رام الله.

"النداء الأخير" هكذا وصفه علاء الذي يطالب السلطة بإعادة صرف رواتبهم المقطوعة، في حين سيكون ميدان الشهيد ياسر عرفات هو المكان لتجمع المشاركين والمضربين ظهر اليوم الاثنين.

المحررون أعلنوا عزمهم الإضراب عن الماء أيضًا، في حال عدم استجابة وزارة المالية ورئاسة السلطة والحكومة لمطالبهم بإعادة صرف رواتبهم.

القسوة التي يعامل بها علاء وزملاءه من السلطة وعقوباتها ضدهم كانت أشد قسوة من شروط المحتل الإسرائيلي حين أفرج عن علاء من معتقل "عوفر" العسكري، نهاية آب الماضي والتي

تمثلت بدفع غرامة مالية بقيمة 10 آلاف شيكل، وعدم مغادرة مكان سكنه، ومنعه من ممارسة عمله الصحفي لمدة شهرين.

اليوم تبقى صورة علاء وطفلته مريم وهي تنام بجواره في خيمته، تعلن تضامنها مع حق والدها المشروع، تعلن حاجتها له على الملأ.

صورة وصوت علاء المتقطع الذي وصلنا وهو يجد صعوبة في الكلام لتردي وضعه الصحي "تيجو تودعوني اليوم تعالوا ودعوني"، كان معنيًا أن يصل صوته لأبو مازن ولرامي الحمد لله، كان يصرخ بشكل فجائي: "أنا بديش راتبي، فيه 35 أسيرا منهم في السجون وغزة والضفة ليش مقطوعة رواتبهم؟"

"حافطوا على البني آدم" كانت وصيته الأخيرة، بعد أن ضحى وغيره لأجل كرامة الفلسطيني، تنهد ثم صمت بعدها، وترك الصورة تتحدث.

 

البث المباشر