قالت عائلة الشهيد باسم أبو رحمة، مساء اليوم الثلاثاء، إن قرار المحكمة العليا الإسرائيلية، القاضي برد الالتماس لمحاكمة جنود من جيش الاحتلال تسببوا بقتل ابنهم في بلعين، هو قرار كان متوقعا من المحكمة العليا التي سقطت تحت ضغوط المستوطنين.
وكان جنود من جيش الاحتلال أطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع وتسببوا باستشهاد أبو رحمة (31 عاما)، في العام 2009 خلال فعاليات للمقاومة الشعبية للتصدي لأعمال بناء الجدار العنصري في بلعين.
وقال أحمد أبو رحمة شقيق الشهيد لـ"وفا"، إن محكمة الاحتلال دائما تحكم لصالح جنودها، وإن إغلاق الملف بشكل كامل بخصوص استشهاد أخي باسم تأكيد على العنصرية الإسرائيلية، وقد استنفدنا كل الخطوات في إسرائيل لمحاكمة الجنود القتلة.
وأضاف "سنتابع ملف استشهاد أخي دوليا بعد فشلنا محليا في إدانة جنود الاحتلال، وذلك بالتنسيق مع المؤسسات الحقوقية العاملة في الخارج، ومعهم مجموعة من المحامين من أجل دراسة الملف وتقديمه للمحاكم الدولية".
وأشار أبو رحمة الى أن الاشخاص بصفتهم الشخصية بعد استنفاد كل الإجراءات داخل دولة الاحتلال يحق لهم التقدم أمام المحاكم الدولية وبينها محكمة الجنايات الدولية.
وتم توثيق استشهاد أبو رحمة في فيلم "خمس كاميرات مكسورة"، وكذلك توثيق جزء من محاكمته التي استمرت لمدة تسع سنوات، حيث نشطت والدته صبحية بالتعاون مع الجمعية الحقوقية "ييش دين" من أجل التحقيق بعمق في حادث وملابسات استشهاد أبو رحمة.
ويتضح من مواد التحقيق أنه جرى خلال الحادثة إطلاق مكثف للنيران بتصويب مباشر، وجرى حتى استخدام قنابل غاز ذات مدى موسع، رغم أن نطاقات الأمن حظرت مثل هذا الأمر وفقا للوضع العيني الخاص بمظاهرات بلعين.
وقالت والدة الشهيد صبحية أبو رحمة، لـ"وفا"، بعد فشل القضية امام المحاكم الإسرائيلية في استشهاد ولديّ باسم وجواهر سنتوجه للقضاء الدولي ولن نسمح بذهاب دم ولديّ هدرا، خصوصا مع وجود دلائل دامغة تدين جيش الاحتلال الإسرائيلي بقتل ابني باسم وكذلك ابنتي جواهر أيضا.
وأضافت ان ولدها كان أحد أبرز نشطاء الاحتجاجات السلمية التي شهدتها قرية بلعين، وكان حاضرا دائما في مختلف الفعاليات والمسيرات التي حولت القرية الى عنوان للمقاومة الشعبية السلمية ضد الاستيطان والاحتلال.
وأوضحت أن ولدها استشهد خلال مشاركته في مسيرة بلعين الأسبوعية السلمية، جراء إصابته بقنبلة غاز من النوع الثقيل والسريع، حيث أصيب بها في صدره ما أدى إلى استشهاده على الفور، بينما كان يقف في الطرف الآخر من الجدار جهة القرية، كما ذكر في حينه.
في سياق متصل، منظمتا "بتسليم" و"ييش دين" الاسرائيليتان، قالتا إن هناك ثلاثة مقاطع وثقت مقتل أبو رحمة، وإنهما ستواصلان كفاحهما حتى جلب الجناة إلى العدالة.
وقرر الاحتلال التحقيق في استشهاد أبو رحمة في 2010 بعد أن خلص فريق دولي من الخبراء إلى أن الجيش أطلق القنبلة المسيلة للدموع في انتهاك للقوانين المتعلقة بهذه الأسلحة. ويمكن لهذه القنبلة المصممة لتفريق المتظاهرين ان تتسبب بالقتل إذا أطلقت على الأشخاص.