قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: قضية هدم الخان الأحمر .. والموقف العربي الأخطر .. !!

قضية هدم الخان الأحمر .. والموقف العربي الأخطر .. !!
قضية هدم الخان الأحمر .. والموقف العربي الأخطر .. !!

 

لم يكن هناك مجالاً للشك أن قرار محكمة الاحتلال الذي ينص على هدم قرية الخان الأحمر بعد ترحيل وإخلاء سكانها الآمنين يُعد قراراً عنصرياً وجريمة حرب بشعة وانتهاكاً تعسفياً بحق أبناء شعبنا , فهذا القرار المجرم يأتي لخدمة سلطات الاحتلال لمواصلة سياسة التهويد والتهجير والهدم وضم الأراضي الفلسطينية دون وجه حق , ويفتح صفحة جديدة في سجل جرائم الاحتلال والاستيطان والتهجير العرقي .

إن هذه السياسة الممنهجة التي يمارسها الكيان الصهيوني بحق أبناء شعبنا هي تشريع رسمي لجرائمه الغير إنسانية , وتُعد إحدى عمليات الهدم والتهجير لتفريغ القرية من أي وجود فلسطيني , كجزء من مشروع مخطط لفصل جنوب الضفة الفلسطينية عن وسطها , وعزل مدينة القدس المحتلة عن الضفة , ولا تمثل أدنى صفة من الصفات والأصول القانونية , كما أنها تُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني الذي يحظر عمليات التهجير القسري للسكان المحليين الآمنين , واستخفافاً واضحاً بقضيتنا الفلسطينية وحقوق شعبنا الشرعية , وعدم مبالاة بالمواقف العربية المخزية .

لا يوجد أي منطق أو أي مبرر أو أي أدنى حق لقرار ترحيل السكان الآمنين من النساء والأطفال والشيوخ وهدم قراهم ومساكنهم , لذا فإن هذا القرار التعسفي الجائر يجب أن يواجَه بالرفض الكامل , ليس على المستوى الوطني الشعبي فحسب , بل على المستوى العربي والإسلامي ككل , والمستوى القانوني والمجتمعي الدولي . 

في الوقت الذي يشهد فيه هذا القرار الجائر تفاعلاً شعبياً فلسطينياً وتضامناً دولياً كبيرين فإننا لا نلاحظ أي نشاط أو أي حراك على المستوى العربي الرسمي المخجل أو الشعبي العربي المؤسف للتصدي لمخططات وجرائم سلطات الاحتلال لإفشالها وتقويضها لقرار هدم القرية الفلسطينية , فذلك الموقف العربي المخزي يزيد من الخطر الأكبر لقرية الخان الأحمر . 

حقاً لا بد من اتخاذ مواقف مشرفة بضرورة التدخل العاجل والعادل لإلغاء هذا القرار التعسفي الجائر بحق السكان الأبرياء والنساء والأطفال والشيوخ في قرية الخان الأحمر الفلسطينية والذين يعانون الكثير من ممارسات العربدة والبلطجة والمضايقات والعقوبات المدروسة والمتواصلة عليهم منذ سنوات عديدة .

إن قضية الخان الأحمر تُعد بالنسبة لنا كفلسطينيين قضية إستراتيجية وجب علينا أن نتصدى لهذا القرار الاستيطاني القسري المجرم ومحاولات الاحتلال تقسيم الضفة إلى كانتونات وإنهاء ممارساته الإجرامية , فالأوقات القادمة بمشيئة الله ستشهد خطوات مفاجئة من أبناء شعبنا لضرورة التصدي للاحتلال ودعم صمود سكان قرية الخان الأحمر في وجه سياسة التطهير العرقي التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقهم تمهيداً لتنفيذ مخططها الاستيطاني التوسعي على حساب شعبنا الفلسطيني .

ندعو كافة القوى الوطنية والرسمية المحلية والعربية والدولية , ونشطاء المقاومة الشعبية , وأهالي القرية , وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان , والمتضامنين الدوليين إلى تكثيف الوجود اليومي المستمر في الخان الأحمر على مدار الساعة للتصدي بكل الوسائل والإمكانيات المتاحة لهذا القرار والمخطط الإجرامي ومحاولات سلطات الاحتلال تنفيذ عملية الهدم , وإفشال مشروع الاستيطان الاستعماري للأرض الفلسطينية والدفاع عنها وعن شعبنا الأعزل .

البث المباشر