قائمة الموقع

مكتوب: لا حطب حطبت

2018-09-24T05:05:47+03:00
رامي خريس
رامي خريس

تحليلات كثيرة ذهبت سابقاً إلى أنه لا يمكن تحقيق مصالحة فلسطينية داخلية في ظل وجود أو حكم رئيس السلطة محمود عباس، لكن الغريب أن توجهاته وسلوكه الأخير تجاه غزة أغرى أيضاً الاحتلال ودفعه للتشدد نحوها والتصرف وكأنه غير معني بالهدوء على جبهتها، وأراح الإسرائيليين فهو يساعدهم في حصار القطاع، ويستمر في الضغط عليه لعله يحقق أمراً ما، فما الذي يرغب به الرئيس؟

هل يرغب في أن تتنازل حماس وقوى المقاومة له أم أن تشديد الإجراءات والعقوبات هدفها الحقيقي "تركيع المواطنين في غزة" ودفع المقاومة للقبول بشروط الاحتلال؟!

عباس منذ توليه رئاسة السلطة وبدلاً من توحيد القوى الفلسطينية التي مزقها اتفاق أوسلو وعملية التسوية المتوقفة واصل تشتيته للفلسطينيين، فلا مصالحة مع حماس، ولا تقارب مع تيار كبير في فتح يقوده النائب محمد دحلان، بل واصل العمل على "تطفيش" قوى رئيسية في المنظمة مثل الجبهتين الشعبية والديمقراطية، وتبعثرت بأفعاله أوراق القضية الفلسطينية أكثر وأكثر.

يستعد عباس بعد أيام لإلقاء خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك منفرداً ضعيفاً لا يملك أي أوراق قوة في ظل متغيرات دولية وإقليمية كثيرة كان آخرها سلوك الإدارة الأمريكية التي أغلقت قبل أيام مقر بعثة "منظمة التحرير" في واشنطن.

كان يمكنه أن يواجه الإجراءات الأمريكية والصلف الإسرائيلي بقوة أكبر لو ذهب إلى مقر الأمم المتحدة بعد إتمام عملية المصالحة وتوحيده للصف الفلسطيني، لكن يبدو أن لديه أو لدى فريقه اتجاهات أخرى للتفكير ستبدو واضحة جلية بعد خطابه وسلوكه خلال الأيام القليلة المقبلة، لكن الخشية من أن ينطبق عليه المثل الذي يقول: "لا حطب حطبت ولا رجعت بعرضها سالمة".

اخبار ذات صلة