قائمة الموقع

مكتوب: من يقرر هو من ينتصر والقرار في يد المقاومة

2018-09-24T05:16:44+03:00
مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

سويعات قليلة قضاها الوفد الأمني المصري في لقاءات متواصلة مع قيادة حماس قادما من مصر عبر بوابة بيت حانون بحثا عن حلول لقضية متعثرة تثقلها إجراءات محمود عباس العقابية المفروضة على قطاع غزة، والشروط التي يطرحها عبر الوفد المصري لتولي الحكومة الفلسطينية مهامها في قطاع غزة وتحمل المسئولية الكاملة عن قطاع غزة.

ثم القضية الثانية والتي تلقى تسويفا ومماطلة ليس من الاحتلال وحده بل وحتى من قبل الجانب المصري والسلطة الفلسطينية والذين يعتقدون أن إطالة الوقت كفيل لوأد مسيرات العودة وكسر الحصار وتصبح هذه الوسيلة التي ابتدعها الشعب الفلسطيني وقواه الحية لنيل الحقوق وعلى رأسها كسر الحصار الظالم الممتد على مدى ما يزيد عن اثني عشر عاما والجميع يتفرج على معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة مراهنين على أن الشعب الفلسطيني يرفع الراية البيضاء ويستسلم لمشاريع التصفية التي تقودها أمريكا والاحتلال وبعض دول الاقليم.

فإذا كان الوفد الأمني المصري ومن خلال زيارته المفاجئة للقطاع يحمل رسائل تهديد لحماس والمقاومة من الاحتلال وعباس فبئست الزيارة وبئست الرسائل التي يحملها، وهي تؤكد على الفهم الخاطئ للواقع الفلسطيني وأن مصر باتت اشبه بساعي بريد ينقل رسائل بين الاطراف وهذا ليس هو الدور المنوط بالجانب المصري، الدولة الكبيرة وذات الثقل السياسي القادر على ايجاد الحلول ككسر الحصار عن قطاع غزة والضغط على الاطراف لتحقيق مصالحة وطنية فلسطينية قائمة على مبدأ الشراكة والتعاون في تحمل المسئولية.

لذلك نجد أن تقزيم الدور المصري في نقل رسائل دون فعل حقيقي على الأرض فهذا الدور منوط بالدول الهامشية والتي لا تملك من أمرها شيئا وأنا لا اعتقد أن هذا بات هو الدور المصري والذي يسعى لاستنهاض مصر بعد كبوتها ومواجهة من يحاول تحويل مصر إلى دولة وظيفية وهي ليس كذلك.

هذا الأمر يترتب عليه كيف سيكون رد حماس وقوى المقاومة المتواجدين في قطاع غزة الرافض للتهديدات والقابل للتحدي مهما كانت النتائج سواء على صعيد الاحتلال أو على صعيد تهديدات عباس وحاشيته لقطاع غزة وسكانه بالويل والثبور وعظائم الأمور.

وفي المقابل إذا كان الوفد الأمني قادم من أجل الطلب من حماس الصمت واعطاء مجال لمحمود عباس للذهاب الى الجمعية العامة للأمم المتحدة ويلقي خطابه في صورة تبدو للعالم أنه يمثل الكل الفلسطيني، وفي هذه أيضا يخطئ هذا الوفد في توجهه طالما أن محمود عباس يفرض العقوبات ويهدد بالمزيد لأن هذا السلوك غير مقبول وأن من يمارس هذا الدور غير جدير بتمثيل الشعب الفلسطيني ولابد من إظهار الصورة التي عليها محمود عباس والتي يمارسها على أرض الواقع والتي تقول إن محمود عباس لم يعد يمثل إلا شقا من حركة فتح.

الواقع الفلسطيني معقد والأطراف المحيطة بالشعب الفلسطيني لم تقرأ جيدا طبيعة الفلسطينيين وما يمكن أن يقدموا عليه ونسوا أن استمرار الأمور على ما هي عليه ولن يكون كما يتوقع الاحتلال وعباس والمصرين، الحالة الفلسطينية وصلت إلى مرحلة إذا استمرت ستؤدي إلى نتائج لا تحمد عقابها، وأن الفلسطينيين في القطاع ماضون نحو نقطة الا رجعة، فبدلا من الموت البطيء جوعا ومرضا فليكن موتا بكرامة وعندها لن يخسر الشعب الفلسطيني، ولعل دخولهم في معركة مع المحتل وأعوان المحتل ستفرض معادلات جديدة تجبرهم على الانصياع وسرعة الاستجابة وتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني ولن تتوقف المعركة الا بعودة الحقوق وإقامة الدولة وعاصمتها القدس.

اخبار ذات صلة