مكتوب: غرفة العمليات العسكرية

صورة
صورة

بقلم: رامي أبو زبيدة

كثيرًا ما نسمع عن هذا المسمى الذي يشير منذ الوهلة الأولى إلى قرب وقوع الحرب او تصعيد عسكري، لكنه في حقيقة الامر يحتمل الكثير من المعاني وإن كان الهدف منها جميعا، هو دعم التفوق ومعالجة الضعف ووضع استراتيجية عسكرية عملية متكاملة قادرة على ادارة الحرب والضبط والسيطرة، في الحرب عادة ما تكون مهمة غرفة العمليات هي التخطيط والتنظيم استجابة لتطور الأعمال القتالية، فعند تحقيق النجاح، تظهر ضرورة العمل بسرعة أكبر لدعم ما يتحقق من نجاح، ولتطوير الأعمال القتالية، وفي حال الفشل تظهر حاجة أكبر لإعادة تنظيم القوى والوسائط القتالية من أجل معالجة نقاط الضعف التي تسببت في ظهور الفشل.

واليوم يرتفع دور الغرفة المشتركة للمقاومة من خلال اشتراك أغلب الاجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية في تنفيذ الاعمال العسكرية المشتركة، مما يزيد حجم المهام الملقاة عليها وتنوعها وتعقيدها، فظروف العمليات المشتركة تتطلب مبادأة وابتكارا أكبر وتفويضاً بمعالجة المعضلات والمشكلات والتحضير المسبق لمواجهة الواقع الراهن على الارض والاحتمالات المرتقبة على أساس التنبؤ العملياتي الدقيق المبني على الجهد الاستخباري للمقاومة، بحيث تؤدى المهام المطلوبة وتعطى الحلول السليمة في ظل موقف يكتنفه الغموض والارتباك والاحداث المتسارعة والتوتر النفسي والجسدي الشديد لدى الجميع.

إن التشاور والتشارك من سمات القرار السليم، نظراً لما يتوفر عنهما من رؤية واسعة ونظرة شاملة لمختلف جوانب الأمر، وتشكلان ضرورة لسلامة القرار ورشده، ومن ثم بلوغه غايته وأهدافه، وذلك مطلوب توافره في القرارات المتعلقة بغرفة العمليات العسكرية، وما يتطلبه من دراية ومعرفة وخبرة لمختلف جوانبها المعرفية والاستخبارية والتدريبية، فضلاً عن جوانبها الاحترافية وغاياتها الوطنية، فإذا كانت العوامل السياسية هي التي تحدد بداية الحرب وسيرها وتوقفها فهي تعني دراسة العوامل والشروط السياسية المحلية والاقليمية والعالمية التي تؤثر فيها وتتأثر بها من خلال وضع استراتيجية عسكرية متكاملة.

فالعمل العسكري المشترك بات يحتل موقعاً متقدّماً في تكتيكات الفعل العسكري للفصائل الفلسطينيّة، وتكمن أهميّته في تحقيق أوسع قاعدة فصائليّة شعبيّة داعمة للمقاومة المسلّحة، ودمج كلّ القوى فيها، بما يعنيه ذلك توافر أغلبيّة جماهيريّة تتبنّى هذا الخيار كمشروع مشترك، وأن أم الشرعيات هي المقاومة، كما أن العمل المشترك للفصائل المسلحة في حال التصعيد الإسرائيلي هي استراتيجية أكثر نجاحا وكفاءة من تبني العمل العسكري بشكل منفرد، فعلى الصعيد الميداني، تعطي غرف العمليات العسكرية المشتركة عمقا أكبر للفصائل المسلحة بأن تتبنى خططا جديدة لمواجهة الجيش الإسرائيلي، ما من شأنه إحداث نقلة نوعية في طبيعة العمل المقاوم، على عكس ما كان يجري في السابق.

وبناء على ما تقدم، فإن الغرفة العسكرية المشتركة للمقاومة هي المسؤولة اليوم عن تنظيم إدارة وتوجيه العمل العسكري للمقاومة، ولها أهمية كبيرة في تحقيق النصر ونجاح العمليات العسكرية للمقاومة.

 

البث المباشر