قائمة الموقع

مقال: الوحدة على قاعدة الشراكة متى تكون؟

2018-10-01T05:27:48+03:00
الكاتب
مصطفى الصواف

غادر وفدا حماس والجهاد الإسلامي قطاع غزة متوجها للعاصمة المصرية القاهرة لاستكمال ما يسمى مشاورات المصالحة واستجابة للجهد المصري للتوصل إلى حل لقضية الانقسام والتي طالت الجميع وأرهقت المواطنين بشكل كبير جدا حتى وصل قطاع غزة نتيجة الحصار والعقوبات التي يفرضها محمود عباس إلى حافة الهاوية.

ورغم ذلك يؤكد الشعب الفلسطيني بشكل مستمر أنه قادر على المواجهة، وقادر على الصمود والتصدي وأن لديه مخزون من الوطنية عال جدا فاق تصور المحاصرين الذين ظنوا أنه سيضعف ويستسلم ويقبل بالمشاريع التصفوية التي يتبنونها ويحاولون تنفيذها على أرض الواقع ولكن حال بينهم وبين هذا الحراك الجماهيري عبر مسيرات العودة وكسر الحصار وعلى رأسها صفقة ترامب.

هذا الحراك الشعبي السلمي الذي تناساه محمود عباس في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بل وتجاوز النسيان لمسيرة العودة وكسر الحصار بالتهديد والوعيد لقطاع غزة الأمر الذي جرأ الاحتلال في اليوم الثاني على الدم الفلسطيني فقتل سبعة بينهم طفلان واصاب ما يزيد عن خمسمائة آخرين.

الدعوة المصرية لحماس والجهاد كانت موجهة قبل خطاب عباس في الجمعية العامة وكان المأمول وصول الوفدين للقاهرة قبل خطاب عباس سعيا من الداعين إظهار عباس مدعوما فصائليا وشعبيا واظهار الامر على أن المصالحة تسير في الطريق الصحيح وأن حماس والجهاد يقفون خلف عباس والحقيقة أن كلتا الحركتين تدرك مساعي الاطراف وتدرك الصورة التي يراد لها أن تصل العالم وبناء على ها الادراك تم تأجيل الزيارة الى ما بعد خطاب عباس أمام الجمعية العامة لتوصيل رسالة إلى عباس بأنه وحيد ويقف أمام العالم عاريا، ولو أدرك حماس والجهاد ومعهما قوى فلسطينية مختلفة أن محمود عباس يريد مصالحة تحقق شراكة سياسية، مصالحة مبنية على استراتيجية لمواجهة الاحتلال ومشاريع التصفية، لربما كان الموقف مختلفا عما شاهدناه قبل وبعد الخطاب والذي كان خاليا من المواقف التي يمكن أن تكون جادة من السلطة تجاه الاحتلال والإدارة الأمريكية؛ ولكنه خطاب فارغ المضمون تكرار للسابق باستثناء التهديد والوعيد لقطاع غزة.

القوى والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة موقفها واضح من قضية المصالحة والوحدة، فهي تريد مصالحة مبنية على الشراكة والتعاون في تحمل المسئولية بين الجميع ومبنية على برنامج سياسي فلسطيني جمعي لمواجهة كل المشاريع التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

تهديدات عباس لقطاع غزة ليست جديدة بل سبق حديثه أمام الجمعية العامة حديث مجموعات المصالح من حوله حول هذه العقوبات الت سيفرضها على غزة إن لم تأت غزة بقواها وبما تملك طائعة لرغبات عباس ليفعل بها ما يريد الأمر الذي تدركه الفصائل وقد حددت المسار لو فعلها محمود عباس وقام بفرض العقوبات على غزة عندها سيكون لهذه القوى موقفا لم يدركه عباس ولا مجموعات المصالح.

نحن لا نريد مثل هذا الموقف التناحري والذي سيزيد الأمور تعقيدا ويسهل على الاحتلال والادارة الأمريكية ما يسعيان له من القضاء على المشروع الوطني الفلسطيني، وعلى عباس أن يدرك دون وحدة الموقف الفلسطيني على قاعدة المقاومة والتحرير وليس على قاعدة التنازل والتفاوض والذي فشل فشلا مروعا، وهذا كان واضحا في خطاب عباس، إلا أنه لازال متمسكا بالفشل ويستجدي العالم لإنقاذه وهو يعلم أن العالم لا ينظر للضعفاء بل ويحتقرهم، للك أول طريق الاحترام هو الوحدة على قاعدة الشراكة لا الاقصاء والتفرد فلازلنا في مرحلة تحرر تحتاج الى وحدة موقف.

 

اخبار ذات صلة