قائد الطوفان قائد الطوفان

مكتوب: لماذا تخشى (إسرائيل) خيار الدولة الواحدة؟

ارشيفية
ارشيفية

غزة- شيماء مرزو

بعد 25 عاماً على اتفاق أوسلو بات واضحاً أن حل الدولتين وهم كبير بعدما اتخذت (إسرائيل) كل الاجراءات والقوانين التي تمنع تطبيقه وقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة، وقد أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو ذلك صراحة أمام الأمم المتحدة في الاجتماع العام الأسبوع الماضي "لن أسمح بقيام دولة فلسطينية في عهدي".

لكن هناك من لديه تخوفات في جانب الاحتلال ان انهيار حل الدولتين قد يجر الاحتلال نحو الدولة الواحدة تدريجيا مع التغييرات على الأرض، وهو خيار ترفضه (إسرائيل) بالمطلق.

ويرى الاحتلال ان خيار الدولة الواحدة يحمل مخاطر جمة عليه وقد حاول من خلال سن قانون القومية حماية دولته من هذا الخيار.

 "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة (تل أبيب) أعد دراسة بعنوان "خطة استراتيجية للحلبة الإسرائيلية – الفلسطينية"، انطلقت من أن (إسرائيل) تواجه الآن "طريقا سياسيا مسدودا وخطيرا"، من دون الإشارة إلى أسباب وصول (إسرائيل) إلى هذا الوضع.

لكن المعهد أشار إلى أن الخطة المقترحة هي "خطة عمل سياسية – أمنية في القضية الفلسطينية ولها هدفان: تحسين وضع (إسرائيل) الاستراتيجي ومنع التدهور في منزلق نحو واقع الدولة الواحدة".

وفي أساس هذه الخطة "بلورة واقع مُحسّن، يسمح بفتح خيار في المستقبل من أجل إنهاء سيطرة (إسرائيل) على الفلسطينيين في يهودا والسامرة (أي الضفة الغربية)، وضمان أغلبية يهودية صلبة في (إسرائيل) الديمقراطية.

وبكلمات أخرى: هدف الخطة إعداد الظروف لواقع الدولتين من أجل الحفاظ على (إسرائيل) ديمقراطية، يهودية، آمنة وأخلاقية".

وشدد المعهد على أنه في أعقاب بحث متواصل، "تبين أن البديل الأكثر استقرارا، الذي سيمكن (إسرائيل) من مواجهة تحديات المستقبل بأفضل صورة، وتحافظ على طابعها ومصالحها الأساسية والأمنية، هو ذلك الذي يدفع نحو انفصال سياسي وإقليمي عن الفلسطينيين باتجاه واقع الدولتين للشعبين".

هذه الدراسة ليست الأولى فقد تصاعدت التحذيرات من نهاية المشروع الصهيوني من خلال خيار الدولة الواحدة الذي بدأ يتحدث عنه الفلسطينيون والذي سيقود (إسرائيل) لفقدان يهوديتها، حيث شن عدد كبير من اليمين المتطرف اتهامات على سياسات حكومة نتنياهو كونها تدفع نحو الدولة اليهودية من خلال تدمير حل الدولتين ورفض أي حلول للتسوية.

ويقول المحذرون من هذا الخيار أن مؤسس (إسرائيل) ورئيس حكومتها الأول دافيد بن غوريون فضّل دولة يهودية في جزء من "أرض فلسطين" على دولة غير يهودية تقوم في كل البلاد.

كما حذر رئيس الاستخبارات العسكرية الأسبق شلومو غزيت بالإضافة إلى عدة مسؤولين أمنيين سابقين من أن (إسرائيل) تتجه نحو خرابها بسبب سياسات حكوماتها، مشددا على أن استراتيجية الاستيطان والسيطرة على كل البلاد تقودها نحو الضياع إلا إذا حصلت معجزة.

وعلى غرار أوساط إسرائيلية متزايدة تعدّ الدولة الفلسطينية مصلحة لـ(إسرائيل)، دعا غزيت لمبادرة "لفك الارتباط والانسحاب من الضفة الغربية على غرار فك الارتباط مع غزة عام 2005 مع تحاشي الوقوع بأخطائها".

وهناك عدة أسباب تجعل الاحتلال يخشى من خيار الدولة الواحدة:

أولاً: يتعارض خيار الدولة الواحدة مع يهودية الدولة التي يسعى الاحتلال لتكريسها حيث يرفض وجود غير اليهود في حدود فلسطين المحتلة عام 1948، وقد سن الكنسيت قانون القومية الذي يمنع غير اليهود من الإقامة في (إسرائيل) وحمل مخاطر جمة قد تذهب باتجاه طرد الفلسطينيين هناك.

الثاني: تخشى (إسرائيل) من عامل الديمغرافيا حيث أن خيار الدولة الواحدة في ظل تزايد اعداد الفلسطينيين والبالغ عددهم اليوم في فلسطين التاريخية قرابة 6 مليون أي مقارب لعدد اليهود البالغ 6.5، لكن التزايد المطرد لعدد الفلسطينيين على عكس اليهود يشكل خطرا حقيقيا على الاحتلال والذي يمكن ان يحسم وينتهي بسلاح الديمغرافيا.

وكان الباحث الإسرائيلي في الديمغرافيا أرنون سوفير قد تحدث للقناة العاشرة، أن إحصاءات رسمية مؤكدة تفيد بأن كفة الفلسطينيين سترجح على كفة اليهود في البلاد بعد عقد من الزمن، مؤكدا أن "هناك 6.5 مليون يهودي ونحو 6 ملايين فلسطيني بين البحر والنهر مما يعني أن (إسرائيل) على حافة فقدان الأغلبية اليهودية".

الثالث: تخشى (إسرائيل) من خيار الدولة الواحدة كونه قد يسمح للفلسطينيين على المدى البعيد من التحكم بمراكز النفوذ والقرار والذي يهدد هدف الاحتلال من السيطرة على الأرض والموارد والتحكم بكل الأراضي الفلسطينية

البث المباشر