يعتبر المدعو أيمن دين أخطر جاسوس جنده الغرب ليمده بمعلومات عن تنظيم القاعدة في أفغانستان: خططه، أسلحته، رجالاته. الأمر الذي ساعد في إجهاض عشرات العمليات في أوروبا وأميركا على حد سواء.
يحكي أيمن لصحيفة لوجورنال دوديمانش كيف تحول من عضو نشط في الجهاد تحت إمرة زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن إلى جاسوس لجهاز الاستخبارات البريطاني (MI6).
فعن مبايعته لابن لادن، يقول هذا البحريني الذي تربى في السعودية إن عمره لم يكن يتجاوز 19 عاما عندما استقبله زعيم القاعدة في مبنى خارج مدينة قندهار بالجنوب الأفغاني.
ويضيف أنه كان قد قضى قبل ذلك ثلاث سنوات في الجهاد وأن ذلك اللقاء كان الثالث له مع ابن لادن، ويصف الأخيرَ قائلا "كان الشيخ حافي القدمين مفترشا التراب ومنهمكا في القراءة، ولم يكن عدوانيا، لكن عندما رفع رأسه كانت عيناه حادتين كعيني الصقر".
ويتذكر أن ابن لادن طرح أسئلته بصوت موسيقي مبحوح ثم ترك أيمن دين يتحدث دون أن يقاطعه، قبل أن يمد يده إليه ويبايعه فيما يشبه الحفل، ليتحول بعد ذلك هذا الشاب لعضو رسمي بالقاعدة، وينضم إلى "الصفوة التي اجتباها الله لإنقاذ العالم".
تعرف أيمن دين على كل قادة التنظيم وعلى الملا عمر وزعماء حركة طالبان، وحتى على الزرقاوي الذي سيتزعم هو الآخر تنظيم القاعدة بالعراق.
تردد الوافد الجديد على كل هؤلاء الزعماء واستمع إليهم، وأثار بعضهم إعجابه قبل أن يقلب لهم ظهر المجن بل ويخونهم ويرتدي ثياب "جيمس بوند المجاهد" خدمة لصاحبة الجلالة ملكة إنجلترا، على حد تعبير الصحيفة.
فقد قضى هذا الشاب ثماني سنوات يتجسس على تنظيم القاعدة، من رأس هذا التنظيم إلى أخمص قدميه، وهو ما لم يُر له مثيل.
يعيش أيمن دين حاليا بدولة أوروبية مع عائلته في أرغد عيش، ويرى أنه عاش ما يشبه المعجزة، وقد ألف قبل ثلاث سنوات كتابا تناول سيرته وذلك بالتعاون مع الصحفيين بول كروكشانغ وتيم ليستر تحت عنوان "تسع أرواح.. فترتي كأهم عميل للغرب داخل تنظيم القاعدة".
ويعلق الجاسوس على ذلك الكتاب بقوله "إنْ لم أكن أنا من يكتب عن هذا الأمر، فمن سيقوم بذلك؟ لقد أمضيت سنين مع هؤلاء الناس، وأعرفهم من الداخل، وكنت بجانبهم ثم حاربتهم بعد أن وضعت نفسي تحت تصرف البريطانيين.. كما لو كانت لدي تسع أرواح".
المصدر : الصحافة الفرنسية