ما بين التهدئة والتصعيد يتسابق الزمن خشية خروج الأوضاع عن السيطرة في ظل توقعات بيوم ساخن في منطقة "زكيم" خاصة بعد سقوط عدد من الشهداء الجمعة الماضية.
أكثر من مرة عملت الأمم المتحدة برفقة القاهرة على محاولة نزع فتيل الانفجار وهو ما أفلحت فيه حتى اللحظة بعد وعود نالها وفد حماس الذي زار القاهرة مؤخرا بتخفيف إنساني ستظهر ملامحه قريبا.
وعلمت "الرسالة" أن وفد حماس الذي عاد مؤخرا من القاهرة تلقى وعودا من المخابرات المصرية باستكمال التخفيف الانساني عن غزة.
وتناولت زيارة حماس التي استمرت لأربعة أيام فقط، حديثا عن محاولات مصرية لتحسين جدول الكهرباء لقطاع غزة لتصل عدد ساعات الوصل اليومية ثماني ساعات بدلا من أربعة فقط.
ووفق تصريحات نسبت لنائب رئيس الدائرة السياسية في حركة "حماس" عصام الدعاليس فان قطر ستتولى تمويل ثمن الوقود اللازم لتحسين الكهرباء، فيما سيشرف على التنفيذ مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع UNOPS.
وبحسب الدعاليس فان السلطة الفلسطينية ترفض أي تسهيلات لغزة تتجاوزها ولا تمر من خلالها، مما دفعها لتهديد شركات النقل وموظفي محطة توليد الكهرباء بالمحاسبة إذا استقبلوا الوقود.
وأكدت مصادر مطلعة "للرسالة" أن القاهرة لم تتطرق لموضوع المصالحة خلال زيارة وفد حماس الأخير للقاهرة، وأن المصريين بدأوا محاولاتهم في ملف المصلحة التي باءت بالفشل، موضحا أن سخونة الوعود بالتوصل لاتفاق تهدئة عادت للسطح من جديد.
ووفق المصادر وكذلك المعطيات على الأرض كادت الأمور أن تخرج عن السيطرة خلال الجمعة الماضية على ضوء التهديدات بالقصف، وفي المقابل الحديث عن رد للمقاومة إلا أن تدخل الأطراف الوسيطة حال دون ذلك.
ويتوقع مراقبون أن يكون اليوم ساخنا في زيكيم وهو ما قد يدحرج الأمور رغم الإرادة الواضحة بعدم الرغبة بالتصعيد لدى الطرفين.
ويذكر المصدر المقرب من حماس أن المصريين لديهم نية باستعادة دورهم في التهدئة وقدموا تطمينات للوفد الحمساوي بأنهم لن يتركوا غزة تواجه مصيرا أسود سواء بزيادة العقوبات او التصعيد.
ويبين المصدر أن القاهرة بانتظار رد (إسرائيلي) على بعض النقاط المطروحة في التهدئة إلا أن الإطار العام كان إيجابيا، لافتا إلى أن الأمم المتحدة تتدخل كإطار تنفيذي وقطر كممول بينما القاهرة كإطار تجاري.
ومن بين الحلول في إطار التخفيف الاستمرار في فتح معبر رفح البري الواصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية وتحسين ظروف السفر للغزيين، وكذلك محاولة التخفيف من أزمة الكهرباء، واستمرار ادخال بعض السلع الأساسية ومواد البناء الى غزة.
وتخوض مصر واسطة بين الفصائل الفلسطينية و"اسرائيل" للوصول الى تفاهمات من شأنها تخفيف الحصار عن غزة بهدف خفض حدة التوترات على حدود القطاع عقب انطلاق مسيرات العودة في الثلاثين من مارس الماضي.
وحرصت قيادات الحركة على التكتم بشأن الزيارة الأخيرة للقاهرة ولم يصدر عنها سوى بيان عام أكدت فيه أن الحوارات امتازت بـ "العمق والصراحة والجدية"، لافتة إلى أنها تضمنت كل القضايا ذات الاهتمام المشترك والمتعلقة بالقضية الفلسطينية، والعلاقات الثنائية، والتطورات السياسية الراهنة والمتوقعة.
وأعربت قيادة الحركة عن تأييدها وترحيبها بجهود مصر، ومتابعتها واهتمامها، مشيرة إلى أن "الأشقاء المصريين أكدوا على استمرار جهودهم في مختلف الملفات، وخاصة إزالة آثار الحصار وإنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام".